مناخ وبيئة

ابتكار يكافح الآفات الزراعية بمبيدات مستدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعدت د. منار بني مفرج، أستاذ مساعد في علوم البيئة كلية العلوم الطبيعية والصحية بجامعة زايد، بحثاً، ابتكرت من خلاله مبيداً حشرياً مستداماً، بهدف تعزيز نهج الاستدامة لحماية البيئة والصحة العامة، ورفع مستوى الوعي بين الناس حول أضرار المبيدات الاصطناعية على البيئة والصحة العامة. وأوضحت د. منار لـ«البيان» أن البحث يأتي ضمن سلسلة من الأبحاث، التي أجرتها، والتي تركز على تحقيق هدف الاستدامة البيئية للمحافظة على الصحة العامة، والنظم البيئية، وتحقيق الأمن الغذائي، وانطلاقاً من أهمية الاستدامة باعتبارها ضمن الأولويات الخمس لحكومة الإمارات في عام 2023.

 

وأضافت: إنه تم اختبار فعالية المبيدات العضوية الطبيعية المستدامة على الحشرات، من خلال إجراء تجارب مختلفة، لتثبت فعاليتها، مشيرة إلى أن المبيدات الزراعية الكيماوية تشهد تزايداً في استخدامها سنوياً، الأمر الذي يهدد الصحة العامة والبيئة، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن استهلاك مبيدات الآفات في جميع أنحاء العالم وخصوصاً في البلدان النامية يزداد سنوياً.

وتؤكد منار أن المبيدات الحشرية تحتوي على تركيز عال من المادة الفعالة قد يصل إلى 80%، إضافة إلى تأثيرها على المستهلك، مشيرة إلى أن أكثر من 1.8 مليار شخص يعملون في الزراعة، ويستخدم معظمهم مبيدات الآفات بشكل رئيسي لحماية محاصيلهم ومنتجاتهم الزراعية، ولفتت إلى أن أكثر من 25 مليون شخص ممن يعملون في مجال الزراعة يعانون من التسمم العرضي، بسبب المبيدات، فضلاً عن أن التسمم بمبيدات الآفات له تأثير على السلسلة الغذائية ككل.

وقالت منار: إن العديد من الدراسات والأبحاث أشارت إلى خطورة المبيدات على البيئة، حيث تلوث المبيدات الهواء والتربة، لافتة إلى أن البيئة المائية تتأثر بالمبيدات، من خلال تساقط وترسب المبيدات، حيث تصل المبيدات إلى الآبار والأنهار أو المحيطات، وتؤثر على الكائنات الحية المائية والأنظمة البيئية، وأكدت أن العديد من مبيدات الآفات الكيماوية المستخدمة اليوم تظل في التربة لسنوات، وتزيد من مخزون السموم في التربة والهواء والماء.

ولتجنب العواقب أوضحت د. منار أنه يجب تقليل استخدام المبيدات الزراعية، وإيجاد البدائل المناسبة لها، مؤكدة أن أحد أفضل الطرق هي استخدام مبيدات الآفات العضوية الطبيعية المستدامة، وهي عبارة عن مواد طبيعية تعمل كونها قاتلاً للآفات أو قاتل وطارد للحشرات، وتحد أيضاً من الفطريات والأعشاب، وغيرها من الكائنات الحية غير المرغوب فيها، التي تؤثر على صحة الإنسان، والمحاصيل الزراعية وتؤثر على البيئة.

وأفادت بأنه من خلال البحث، الذي أعدته تم اختبار فعالية مبيدات الآفات العضوية الطبيعية المستدامة عن طريق تجارب عدة، حيث تم استخدام 11 مكوناً من مواد طبيعية بتركيزات مختلفة لاختيار المكونات الأكثر فاعلية وخلطها في معاملة واحدة (مبيد آفات)، فأسفرت عن نتائج إيجابية جداً بالنسبة لبعض المكونات، كما أظهرت مدى فاعلية هذه المبيدات العضوية من حيث القتل وطرد الآفات.

وأوضحت أنه تم خلط بعض أنواع الزيوت مثل زيت النيم، وزيت اللافندر، وزيت بذرة القطن، والتي أثبتت فاعلية أكثر مع وقت التحلل العالي كون الزيوت تعتبر أكثر تركيزاً من بقية السوائل، بينما، كان سائل الأقحوان هو الأقل فاعلية، لأنه سائل وليس زيتاً، كما ظهرت فاعلية زيت الثوم وزيت النعناع في طرد الحشرات مع وقت تحلل عال.

وقالت: إنه تم خلط المواد الخمس الأكثر فاعلية بناء على التجارب الأولية معاً لتشكيل مبيد واحد، وأظهرت التجارب فاعلية عالية للمبيد النهائي المكون من زيت النيم، وزيت بذرة القطن، وزيت اللافندر، وزيت النعناع، وزيت الثوم، والخل، حيث أظهر المبيد النهائي نتائج فعالة على حشرة سوس النخيل الحمراء والنمل وحشرات أخرى عدة، وأكدت الدكتورة بني مفرج أن مثل هذه الابتكارات والبحوث تضمن توفير مبيدات طبيعية عضوية آمنة، ولا تترك أي آثار ضارة على الثمار أو الأوراق وغير ضارة بكل أشكال الحياة، وتعتبر أقل تهديداً للبيئة، وتضمن استدامة الصحة العامة، وسلامة البيئة، والأمن الغذائي، وتحفز على الإنتاج الزراعي المستدام.

Email