مناخ وبيئة

المزرعة الشاملة.. استدامة ومصنع ابتكار بـ«صفر نفايات»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل رمضان مناسبة لتعزيز قيم الوسطية والابتعاد عن الإسراف والتبذير، والحفاظ على النعم التي منّ الله تعالى بها علينا، سواء كانت على المستوى الشخصي أو على مستوى الموارد الطبيعية. ومن هذا المنطلق جاءت دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإطلاق عام الاستدامة منسجمة مع هذه المبادئ الإسلامية. في هذه الزاوية نسلط الضوء على أبرز المساهمات الإبداعية التي تعزّز الاستدامة منهج حياة يصون الموارد الطبيعية للأجيال.

تشكل المزرعة الشاملة أحد المفاهيم الحديثة للزراعة المستدامة، باعتبارها نمطاً جديداً في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل البصمة البيئية، من خلال إعادة التدوير، الأمر الذي تجسده مجموعة غراسيا كونها أحد المشاريع الوطنية، التي غيرت خريطة الإنتاج إلى أبعاد مختلفة، وأسهمت في ازدهار المؤشرات الوطنية بوتيرة متسارعة، لتحلق في جوهر فكرها الاستثماري باتجاه مغاير في تحقيق الاستدامة، كونها قيماً حث عليها الدين الحنيف.

ويؤكّد المستشار حامد الحامد رئيس مجلس إدارة جمعية رواد الزراعة الإماراتية ومؤسس مجموعة غراسيا لـ«البيان»، أنّ غراسيا هي الابتكار الأقوى، والأول عالمياً، الذي يجمع كل أركان الزراعة في باقة شاملة ليمكن الجميع من الاستفادة القصوى من الزراعة بمفهومها الحديث، فمن خلال ضم كل أركان النظام الزراعي من مرحلة التعليم إلى بناء النظم إلى الخطط الإنتاجية، ومنها إلى المستلزمات وإلى الإدارة والإشراف وتسويق المحاصيل «من تعبئة وتغليف»، ومنها إلى استثمار المزارع بصور حديثة وصولاً لدعم السياحة الزراعية، والصناعة الغذائية والتكميلية.

من مخلفات إلى منتجات

ولم تعد النظرة للمخلفات الزراعية والحيوانية كما كانت، ففي المزرعة الشاملة لا شيء يصبح بلا قيمة، وهذا ما أشار له الحامد في معرض حديثه عن نمط إعادة التدوير، الذي تتبناه غراسيا، حيث يتم إعادة تدوير مخلفات النباتات والخضار، التي يتم حصادها وتحويلها إلى أسمدة وأعلاف، كما يتم تحويل مخلفات الأخشاب إلى تربة تستخدم في الزراعة.

وأوضح الحامد، أن التعليم الزراعي يعتبر أحد أهم الأضلاع الرئيسية، التي يرتكز عليها الاستثمار الزراعي الأمثل، حيث قامت المجموعة على مدار سنوات بتدريب عشرات الآلاف، من خلال الانتساب ببرنامج «دبلوم ريادة الأعمال الزراعية»، بالتعاون مع أكاديمية دبي لريادة الأعمال، بالإضافة إلى الدورات المختلفة لمختلف الراغبين في اكتساب المعرفة الزراعية والصناعات الغذائية والأعلاف والأسمدة والتخطيط للقيام بمشروع تجاري ودراسة الجدوى، وغيرها من المهارات التعليمية، التي تشكل نموذجاً أمثل للاستدامة في مهارات الإنسان، وخلق فرص جديدة للابتكار.

حاضنة أعمال

وأوضح الحامد أن من الركائز التي تقوم عليها مجموعة غراسيا وجود حاضنة لريادة الأعمال لخلق رواد أعمال زراعيين، حيث تضم الحاضنة اليوم أكثر من 60 مشروعاً تجارياً للشباب، كما تم تدريب 50 شاباً من الخدمة البديلة في محطة الأمن الغذائي الأولى بالمزرعة، على مدار 16 شهراً على شمولية الزراعة الحديثة ومفاهيمها، وحالياً أصبح لدى 20 منتسباً منهم مشروعاً تجارياً خاصاً، فضلاً عن توسيع نطاق المهارات الزراعية على مستوى الدولة، من خلال ابتكار أكاديمية زراعية في إحدى المدارس بدبي لخلق ريادة أعمال المستقبل.

زراعة مستدامة

وفيما يتعلق بتبني «الميتافيرس» كأحد الحلول الرقمية الحديثة للزراعة المستدامة، من خلال إطلاق منصة خاصة، قال الحامد إنه يجري العمل على المراحل الأخيرة قبل الإطلاق الرسمي، والذي سيعمل على تعزيز التعاون بين المستثمرين والمزارعين.

Email