المربي كامل الجرجاوي.. أمين التعليم بأم القيوين

ت + ت - الحجم الطبيعي

إذا ذُكر التعليم بأم القيوين ذُكر كامل الجرجاوي. يأتي على سيرته منذ قدومه إلى الإمارات في ستينيات القرن الماضي إحصاء العديد من نجوم التميز، ودوره في تسيير شؤون الطلبة، وتأمين حصولهم على التعليم المناسب، ما تؤكد أن الإمارات جواز سفر تعايش وسلام لكل من يقدم الخير والعطاء في خدمة المجتمع.

رحلة تربو على الـ 40 عاماً في مجال التربية والتعليم، يستهل المواطن المربي الفاضل كامل عبدالنبي الجرجاوي، الذي ولد بغزة في فلسطين عام (1936) الوالد لخمسة أبناء، حديثه عن الماضي وذكرياته وعائلته بإبداء سعادته بوجوده على أرض الإمارات الطيبة، ويقول: «لم يخب ظني أبداً بأن هذه الأرض الطيبة ستكون موطناً، يسكن قلبي قبل كل شيء، أجمل أقداري أن أصبحت مواطناً في هذا البلد، فحصولي على الجنسية الإماراتية حلم وتحقق»، كما أني: «سعيد جداً بهذا العمر، الذي أمضيته في السلك التعليمي، فأنا أعمل في هذا المجال منذ عام 1960، وتعاملت مع كل الفئات بكل أريحية وشفافية».

هذا ما سرده لنا وهو يجلس بين أرشيف ذكرياته، ويتنقل بين مراحلها أثناء حديثه في مزرعته الواقعة في منطقة كابر على مسيرته التعلمية في الدولة، وبالتحديد في أم القيوين، وكذلك على أوضاع المدارس والتعليم، وعلى الأنشطة المصاحبة في هذه المرحلة منذ قدومه حتى تقاعده، بإشارته إلى أولئك الخريجين، الذين تقلدوا مناصب عليا في الدولة، وفي التعليم ومجموعة كبيرة من التربويين الإماراتيين أمثال راشد الكشف، الذين أدوا خدمات جليلة وكبيرة مع إخوانهم الوافدين، الذين عملوا مدرسين بذلك الزمن، وكان الإخلاص في عملهم.

وكذلك حدثنا الجرجاوي عن الحياة الاجتماعية في أم القيوين في ستينيات القرن الماضي، وكذلك بعض الجوانب الحياتية والاقتصادية للمجتمع الإماراتي (الإمارات المتصالحة آنذاك) في الفترة التي سبقت الاتحاد، وأوضح: «ما تميز به هذا المجتمع من تلاحم وترابط وتقارب بين الحاكم والمحكوم».

واستكمل في حديثه عن جوانب أخرى مهمة من مشوار حياته ورحلته، ويروي لنا في الوقت نفسه مواقف وأحداثاً تتعلم بالتعليم وغيرها.

في البداية يتطرق إلى مشواره في التعليم، حيث التحق بالمراحل الدراسية المختلفة في غزة، ومن ثم انتقل ليكمل دراسته الجامعية في جامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية، ومن بعد تخرجه في الجامعة مباشرة انتقل للعمل في الطائف بالمملكة العربية السعودية.

كما كلمنا عن أحوال التعليم في تلك الفترة وكيف تطورت وتغيرت مناهجه، وعن قدومه للعمل بالدولة، الذي جاء بعد تلقيه خطاباً من الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ويذكر أنه شغل منصب مسؤول في مركز القبول والتسجيل بمكتب أم القيوين التعليمي، وبعدها عمل منسقاً إدارياً متخصصاً بتوجيه شؤون الطلبة، فقد حصل على العديد من الجوائز في التميز التربوي، وكان قد نال ثقة الشيخ راشد بن أحمد المعلا- رحمه الله- حاكم الإمارة آنذاك، وتم ترشيحه من ضمن مجموعة من الإداريين، الذين أسسوا منطقة أم القيوين التعليمية، كما أسهم في تحسين وتسهيل أوضاع الطلبة من الوافدين المتأثرين بعدم الالتحاق بالدارسة، وعمل أيضاً على تشجيع استقطاب وانتساب أبناء إمارة أم القيوين للالتحاق بالتعليم، لما له من أثر في التقدم والتنمية، ويقول: «من المواقف الجميلة التي ما زلت أذكرها، بعد أزمة الكويت في عام 1990، كنت مكلفاً من الديوان الأميري بتيسير إلحاق الطلبة الكويتيين في المدارس وتسهيل أمورهم، ووفقنا، والحمد لله، بتقديم ما يلزم من خدمات تعليمية للوافدين إلينا من تلك البلد أثناء ما حل بها من عدوان»، «كما كانت مهماتي وطبيعة عملي آنذاك غير محددة، فنظراً لكوني متخصصاً بشؤون الطلبة معظم الوقت كان من الطبيعي أن تحول إليّ جميع البلاغات والشكاوى التي كانت ترد إلى المكتب التعليمي، ما كان يضطرني إلى معالجتها والتحقيق فيها»، مشيراً إلى علاقته الوطيدة بالشيخ راشد بن أحمد المعلا- رحمه الله- فقد كان يستشيره بكل ما يتعلق باحتياجات أمور التعليم، كما أوكله بحسب وصفه بشكل مباشر بمتابعة التحصيل الدراسي لابنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المعلا أثناء دراسته بجامعة الإمارات، وربما من أجمل الذكريات الذهبية، التي لا ينساها وفقاً لذلك أن أولياء الأمور كانوا يساعدون المعلمين، ويقفون بجانبهم، فمصلحة الطالب أمانة وفوق كل اعتبار.

Email