لا يملك الطفل السوري النازح، خالد سليمان، إجابة عن أهم سؤال في حياته: متى العودة؟ من يملك الإجابة؟ يتوجه إلى من يكبرونه، ولا يجد سوى المجهول. لا أحد يعلم. ما يشترك فيه الجميع، كباراً وصغاراً في هذا المخيم جنوب إدلب، هو التضرع إلى الله ليعم السلام في هذا الشهر الفضيل.
لا تتجاوز أحلام الطفل خالد بلال سليمان الذي يعيش منذ ثلاث سنوات في مخيم بريف إدلب الجنوبي العيش بأمان وسلام بعيداً عن الحرب، وخارج حدود هذه المخيمات التي شكلت كل حياته.
على أعتاب هذه المخيمات أحلام تتبعثر وطموحات تحت الأرض بسبب الظروف القاسية التي تعيشها العائلات في ظل الحاجة الدائمة لكل مقومات الحياة. هنا في هذه المخيمات لا خيارات من أجل حياة أفضل، كل ما يمكن أن تحلم به هو العيش يوماً بيوم من أجل أن تمضي الأيام، علّ المستقبل يحمل شيئاً مختلفاً.
نزحت عائلة خالد من معرة النعمان في ريف إدلب، ولكن ضاقت الأرض بهم أيضاً في النزوح، فقررت عائلة خالد النزوح إلى محيط معرة النعمان، أملاً بالعودة مرة أخرى إلى الديار التي ما زالت تشكل ذاكرة الطفل خالد وعائلته.
كبقية الأطفال
يقول خالد الذي ما يزال يحلم بمقاعد دراسية وحقيبة وبعض الأقلام والدفاتر «كل أحلامنا انتهت هنا في المخيمات، نحن أطفال ولكننا لا نعيش كالأطفال، نعيش اليوم من أجل أن نأكل ونشرب حتى هذه الأشياء لم تعد متوافرة لنا كما بقية الأطفال، أخذت الحرب منا كل شيء الأصدقاء والجيران والأحلام والطموحات، ولا نريد سوى العيش بأمان وسلام مثل بقية أطفال العالم».
ويضيف إن شهر رمضان المبارك على الأبواب، متمنياً «أن نكون في منازلنا وفي بلد يعيش الأمان والتعايش بين كل الناس، لم نعد نرغب في الحرب والكراهية والتشرد من مكان إلى آخر، نريد وطناً يعيش تحت ظله جميع الأطفال في سوريا، بكل المودة والمحبة والسلام».
ويؤكد «نحن هنا.. في المخيم كل يوم نسأل عائلتنا وكل من هم يكبروننا.. متى نعيش بأمان وسلام وتنتهي الحرب؟ ولكن الجواب في كل مرة مجهول فلا أحد قادر على الإجابة.. نتمنى أن يعم السلام بين كل السوريين.. هذا حلم معظم الأطفال في مخيمات اللجوء».