محمد اللباد.. طفل يرنو للمساهمة في إعمار سوريا

ت + ت - الحجم الطبيعي

من النادر أن يكون حلم طفل أن يصبح سياسياً، ولكن هذا حال الطفل محمد اللباد، السوري الذي يقيم مع عائلته في مخيم الزعتري. والسياسة التي يحلم بها هي سياسة من أجل البناء والسلام، وإلى جانب ذلك لا ينسى إضافة أحلام أخرى، أن يصبح طبيباً، من باب مساعدة الآخرين وتخفيف المعاناة الإنسانية.

توجهت عائلة الطفل السوري محمد اللبّاد من محافظة درعا إلى الأردن منذ أن كان عمره خمس سنوات، ورغم هذه السنوات ما زال محمد يتذكر منزله في درعا وأقاربه هنالك، والحارة التي كان يقطن بها، ويحن إليها. فأحلام هذا الطفل كلها ترتبط ببلده، ويحلم بأن يصبح طبيباً حتى يعالج المرضى من جميع المناطق السورية ويمسح الألم عنهم، وحلمه الآخر بأن يصبح سياسياً حتى يمثل وطنه أجمل تمثيل ويحقق الاستقرار والأمان الذي كان يطمح إليه دوماً، وأن يساهم في إيجاد حلول للمشكلات الموجودة.

يقول محمد (12 عاماً) من مخيم الزعتري للاجئين السوريين: لا يمكنني نسيان شكل منزلي في درعا، فهذا المنزل محفور في الذاكرة، وأتمنى أن أكون مستقبلاً من الشباب السوريين الذين يساهمون في إعادة بناء بلدي من جديد، فنحن نستحق كل ما هو جميل، وسوريا تستحق أيضاً أن نبذل لها كل الجهود.

يضيف: التفكير في العودة إلى سوريا دوماً يلازمنا كعائلة، ولكننا ننتظر أن يعم الاستقرار وأن تنتهي الأزمات حتى نستطيع العودة بهدوء، الحياة في مخيم الزعتري جيدة نوعاً ما ولكن هنالك تحديات ظهرت لنا وتضاعفت وخصوصاً مع جائحة كورونا، وأبرزها أننا كأطفال لم نستطع مواصلة التركيز على مواهبنا بسبب إغلاق معظم المنظمات الدولية المهتمة بهذه المواهب، فلم أستطع تنمية مهاراتي في لعبة كيك بوكسينغ أو في كرة القدم، أضف إلى ذلك تحدي التعليم عن بعد وعدم الذهاب إلى المدرسة وما ينتج من نتائج سلبية بسبب عدم لقاء المعلم والتفاعل مع الطلبة.

يتمنى محمد في هذا الشهر الفضيل أن يعود إلى بلده وأن يشتري ملابس العيد من سوق الحميدية وأن يصلي بالجامع الأموي، يقول: تعلقنا بوطننا لا يمكن وصفه بكلمات، وتلهفنا على وطننا تلهف يزداد يوماً بعد يوم، أحاول أنا وعائلتي أن نعيش أجواء شهر رمضان بشكل متميز، وألّا نفوت هذا الشهر من دون أن نترك بصمات إيجابية هنا وهناك من خلال مساعدة الآخرين، وإقامة صلاة التراويح داخل الكرفان والدعاء بأن يفرج الله عز وجل أحوال المحتاجين والمفارقين لأوطانهم.

يواصل: رمضان شهر الرحمة وهو فرصة للجميع لعمل الخير، في هذا الشهر وأيضاً في كل أيام السنة نتواصل بشكل يومي مع أقاربنا في درعا ونطمئن على أحوالهم وننقل لهم أخبارنا، عائلتي تتكون من 8 أشخاص ولدينا جميعاً الرؤية نفسها في أهمية ألّا ينقطع حبل الوصال مع أهلنا في سوريا وأن هذا التواصل سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر الهاتف هو الوسيلة الأفضل حتى نبقى مطلعين على أخبارهم.

Email