تربية الأولاد مسؤولية الزوجين

ت + ت - الحجم الطبيعي

شرع الإسلام لكلا الزوجين حقوقاً وواجبات بها تستقيم الحياة الزوجية، وبفضلها يسعد الزوجان والأسرة بشكل عام، ومنها تربية الأولاد على القيم النبيلة بطاعة الله، فيما أمر وترك ما نهى عنه وزجَر. ويقول الدكتور عبد الله موسى محمد (أخصائي رئيسي وعظ وإرشاد) في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي:

من ضمن هذه الحقوق والواجبات تربية الأولاد التي تعدُّ مسؤولية مشتركة بين الزوجين؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» وحسب الأعراف فإن تربية الأولاد ما دون سن البلوغ هي مسؤولية الزوجة بحكم غياب الزوج عن البيت للقيام بواجباته خارج المنزل إلا إذا كان ما يمنع ذلك من مرض أو عذر لا تستطيع القيام بتلك المسؤولية عندها لا تكلّف فوق طاقتها.

وحينئذ إما أن يقوم الزوج بذلك بنفسه، أو يستأجر من يقوم به؛ لأنه مسؤول عن ولده وحفظه وإزالة ما يضره. ومن بين حقوق الطفل على والديه كما ذكر العلماء أن «تؤذن في أذنه اليمنى وتحسن تسميته وتذبح عنه أو تعتق عنه في اليوم السابع لميلاده، وعلى الأم أن ترضعه وإن كانت مطلقة»، وفي هذا نزل قول الله تعالى في سورة البقرة:

(والوالدات يرضعن أولادهن)، فلا ينبغي أن تكايد المطلقة زوجها المطلِّق، بإهمال ولدها ورضيعها. فتستقيم تربية الأولاد بالتعاون بين الزوجين في تنشئته النشء الطيب حتى يترعرع في أسرة يسودها الحب والتفاهم.

 
Email