الربابة.. صوت البادية الشجي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بمجرد سماعك لها، تعيدك إلى زمن الأولين، حيث السمر على أنغام الشعر الشعبي، الذي يتخذ ألواناً من المدح والفخر، إنها الربابة؛ تلك الآلة الموسيقية القديمة ذات الوتر الواحد، وكان أول من أوجدها العرب الرحّل في الجزيرة العربية، إذ تُعدّ من التراث المعنوي البدوي.

وأكثر من يستعمل هذه الآلة شعراء المدح، ويفسر البعض تعلق البدو بها، لأنها تتناسب مع طبيعة البادية، من ناحية مكونات صنعها وملاءمتها للمناخ الصحراوي.

تراث إماراتي

عبيد بن خليفة الشوين، أحد القلائل الذين يعزفون على الربابة، يؤكد أن هذه الآلة جزء من التراث الإماراتي، فهي آلة توارثتها الأجيال منذ القدم لتكون شاهدة على ثراء الثقافة الشعبية. وتلقّب الربابة بـ«صوت البادية»، لمكانتها الخاصة لدى أهل البادية، وارتباطها الوثيق برحلات القنص وجلسات البر.

ممّ تتألف الربابة؟

والربابة في صورتها الأصلية والبسيطة، تتألَّف بشكل أساسي من الهيكل، وهو مُربَّع خشبي، يميل إلى الاستطالة، مثقوب من ضلعيه القصيرين حتى يسمح بمرور عصا طويلة، هي عُنق الربابة، التي يتم تركيب الوتر عليها، والطارة وهي الجلد المشدود على جانبي الربابة، من الأعلى والأسفل، والسبيب وهو شَعر يؤخذ غالبــاً من ذيل الحصان أو الفرس.

أما الكرَّاب فهو المشد الذي يكون في الطرف البعيد من عصا الربابة أو ساقها، ووظيفته تتمثل بضبط شدَّة وتر السبيب إلى المُستوى المُناسب للعزف وتوليد النغمات.

بينما يصنع القوس في الغالب من الخيزران، أو عود الرُمَّان، لمرونتها. أما المخدة فهي قِطعة قماش صغيرة، توضع تحت الطرف السُفلي لوتر الربابة، ووظيفتها كوظيفة الغزال في الجهة المُقابلة.

سلطانة المجلس

ويعتقد عبيد أن الربابة لا يستحسن أن تكون آلات موسيقية غيرها في المجلس، لما تملك من سحر الأداء، مؤكداً أن التعلم على هذه الآلة يستغرق الوقت الكثير، وأن الشغف بالعزف عليها هو السبيل لتعلمها.

Email