السعادة في الإمارات أسلوب حياة وواقع معاش

ت + ت - الحجم الطبيعي
لا يخلو حديث محمد إبراهيم الموظف في إحدى الجهات الاتحادية في دبي، مع أصدقائه، عن مستوى السعادة والراحة والنفسية التي يشعر بها، كونه يعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفي كل مرة يجتمع معهم يذكرهم بالأوضاع الصعبة التي يعيشها الناس في وطنه الأم وفي كثير من بلدان العالم، ويحمد الله أنه مقيم في الدولة حاله كحال الملايين التي وجدت في الإمارات وطن السعادة.
 
في العام 2011، طرح جايمي ليان، الناشط والفيلسوف والمستشار الخاص للأمم المتحدة، فكرة تخصيص يوم عالمي للسعادة، حتى يدعو الناس ويذكرهم ليكونوا سعداء، ونجح في إنشاء تحالف ضم دول الأمم المتحدة وحصل على موافقة من «أمينها العام»، وبدأ الاحتفال بهذا اليوم في مارس 2013.
 
ولو تحدثنا عن السعادة في الإمارات، لما استطعنا الإحاطة بكل مقوماتها وأسبابها، أو بلوغ منتهى الحديث عنها، فالسعادة في «وطن السعادة» أولوية حكومية وأسلوب حياة ونهج مؤسسي وثقافة مجتمعية راسخة، وهي بلا شك ليست بحاجة إلى تخصيص يوم واحد.
 
كما أراد الناشط ليان لدول الأمم المتحدة، فلا يخلو يوم أو أسبوع أو حتى شهر من طرح مبادرة تعزز شعور المواطن والمقيم بالسعادة والطمأنينة، استلهاماً من الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي قال: إن إسعاد الناس مهمة لا تحتمل التأجيل.
 
وتعتبر الإمارات نموذجاً يحتذى عالمياً في اعتماد السعادة غاية أساسية لكافة الاستراتيجيات التنموية والخطط المستقبلية، ترجمة للرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة التي لا تتوانى عن تقديم الدعم اللامحدود للمبادرات والبرامج الرامية لإسعاد أفراد المجتمع وتعزيز رفاهيتهم.
 
وليس أدل على ذلك من محافظة الإمارات على مركزها بالمرتبة الأولى عربياً للعام السادس على التوالي، في تقرير السعادة العالمي لعام 2020، الذي أطلق في 20 مارس 2020، بالتزامن مع اليوم الدولي للسعادة، وواصلت تقدمها عالمياً متفوقة على العديد من الدول والاقتصادات المتطورة، في التقرير العالمي الذي يصدر سنوياً عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة.
 
وتضمن التقرير لأول مرة مؤشراً خاصاً يصنف مستويات السعادة على مستوى المدن من خلال تقييم الأفراد لحياتهم بشكل عام، حيث شمل 186 مدينة حول العالم، وحلت مدينتا أبوظبي ودبي في المراكز الأولى عربياً كأكثر المدن سعادة.
 
تقرير السعادة العالمي 2017
 
وفي تقرير السعادة العالمي 2017 حافظت دولة الإمارات العربية المتحدة على مركزها الأول عربياً في آخر 3 سنوات، وتقدمت من المركز 28 في العام 2016 إلى المركز 21 عالمياً في مؤشر سعادة الأفراد المواطنين والمقيمين على أرضها، لتسجل بذلك تقدماً نوعياً بمقدار 7 مراكز مقارنة بالعام 2016.
 
ووفقاً للتقرير يعتبر شعب الإمارات من أسعد 12 شعباً في العالم، والأول عالمياً في مؤشر رضا الأفراد المقيمين من دول أخرى، وهو أمر مرتبط بلا شك برفع مستوى الأداء المؤسسي، والارتقاء بجودة الحياة.
 
وفي فبراير 2016، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، عن إنشاء منصب وزير دولة للسعادة. وعينت معالي عهود الرومي وزير دولة للسعادة، لتتولى مسؤولية مواءمة الخطط، والبرامج، والسياسات الحكومية كافة لتحقيق سعادة المجتمع، وبعد تعديل وزاري في أكتوبر 2017، أضيفت حقيبة وزارية جديدة لمنصب وزير دولة للسعادة، ليصبح وزير دولة للسعادة وجودة الحياة. وخلال التعديل الوزاري في يوليو 2020، انتقل ملف جودة الحياة والسعادة إلى وزارة تنمية المجتمع.
 
وبتعيين الرومي وزير دولة للسعادة، اعتمدت البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، الذي يعتبر ميثاقاً وطنياً للسعادة، واطلع عليه آنذاك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مطلع مارس عام 2016.
 
ويضم البرنامج مجموعة من السياسات والخدمات التي تعزز من أنماط الحياة الإيجابية، وخطة لتطوير مؤشر السعادة، وقياس رضا الأفراد.
 
ويتكون البرنامج من 3 محاور رئيسية، هي: تضمين السعادة وجودة الحياة في سياسات وبرامج وخدمات الجهات الحكومية كافة، وبيئة العمل فيها، وترسيخ قيم السعادة وجودة الحياة، باعتبارها أسلوب حياة في مجتمع الإمارات، وكذا تطوير مقاييس وأدوات لقياس السعادة. ويشمل البرنامج المواطنين والمقيمين والزوار، ويشجع القطاعين العام والخاص على طرح، وتوصية، وتبني مبادرات، وخطط تحقق الأهداف المنشودة للسعادة.
 
ويطلق البرنامج مبادرات تتعلق بنشر المحتوى العلمي، والثقافي، الخاص بالسعادة، من مؤلفات، ومطبوعات، وكتب تخصصية، وتشجيع القراءة في هذا المجال لتنمية الوعي بأهمية السعادة، وجودة الحياة كأسلوب حياة متكامل، ونشر الوعي بمصادر السعادة، والعادات التي تسهم في سعادة الناس والمجتمعات.
 
مجالس
 
وكان من أهم المبادرات التي تضمنها البرنامج، لتحقيق بيئة عمل سعيدة، تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة وجودة الحياة، وتأسيس مجالس للسعادة وجودة الحياة لدى الجهات الاتحادية، وتخصيص أوقات لأنشطة السعادة، وجودة الحياة فيها، وتعديل مسمى مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وقياس سعادتهم من خلال مؤشرات خاصة سنوية، واستطلاعات للرأي وتقارير، وتبني نموذج قياسي للسعادة وجودة الحياة المؤسسية لدى الجهات الحكومية كافة.
 
وتثبت دولة الإمارات العربية المتحدة كل يوم أنها وطن السعادة بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة التي لا تدخر جهداً من أجل تحسين معيشة كل من يعيش على أرض الوطن وترسيخ مفهوم السعادة وجعله عنواناً لأسلوب الحياة لجميع المواطنين والمقيمين.
 
Email