الخيم الرمضانية رسالة تراحم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 ما إن يدخل الشهر الفضيل حتى تملأ الأرجاء في الإمارات الخيم الرمضانية، فتفتح أبوابها لكل صائم، وعابر سبيل، وتشيع التكافل الاجتماعي بأبهى صوره، فلا عجب أن تذكر الإحصاءات أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتية وحدها توزع نحو 735 ألفاً و650 وجبة يومياً من خلال 123 خيمة رمضانية. 

 
يعرف شهر رمضان بأنه شهر عبادة وإحسان، وهو شهر الرحمة والتكافل، وإطعام الطعام، وفي الإمارات عموماً، تنتشر خيم إفطار الصائمين في شتى أرجاء الدولة، كتقليد سنوي أرساه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
 
ويتم فيها توزيع الوجبات الغذائية على المحتاجين، لترسيخ قيم التكافل المجتمعي، وإحياء للعادات العربية الأصيلة والدين الحنيف بإطعام الطعام والحنو على الضعفاء والمساكين، فالتفاوت بين البشر سنة كونية، والتكافل الاجتماعي في معناه العون والمساعدة لتلبية احتياجات الأفراد المعوزين، لهذا تنشط الجمعيات الخيرية في الإمارات، وتتنافس في عمل الخير، وتقديم العون للمحتاجين.
 
وقد لعبت هيئة الهلال الأحمر الإماراتية دوراً بارزاً في ترسيخ قيم العطاء، وثقافة الإحسان، لذا حظيت الهيئة منذ تأسيسها عام 1983 بثقة عالية، كواحدة من أفضل الهيئات الإنسانية.
 
9 ملايين
 
هذا العام، رصدت الهيئة 9 ملايين و982 ألفاً و500 درهم لمشروع إفطار صائم عبر 123 خيمة، موزعة في إمارة أبوظبي 89 خيمة و13 خيمة في دبي والشارقة وعجمان وأم القيوين، 21 خيمة في رأس الخيمة والفجيرة، حتى يعم الخير كل إرجاء الدولة، وتصل الوجبات إلى مستحقيها، وروعي في هذه الخيام تلبيتها للاشتراطات الاحترازية الخاصة بـ«كوفيد 19»، هذا بالإضافة إلى الخيم التي تشرف عليها الجمعيات الخيرية على مستوى الدولة.
 
عمل منظم
 
ولعل ما يميّز الوجبات الرمضانية أنها خاضعة لإشراف كامل من الجمعيات الخيرية حتى تصل إلى مستحقيها سليمة وصالحة ومستوفية للشروط الصحية.
 
حيث تقوم طواقم الجمعيات أو المتطوعين بتوزيعها قبل ساعتين من موعد الإفطار، وتتولى الجمعيات الخيرية عمليات التوزيع والإشراف عليها، بأسلوب يحفظ كرامة الناس، فلا تزاحم ولا تدافع، ولا تشاحن، فالخير كثير، والمتبرعون يتسابقون للمشاركة في هذه المناسبات طمعاً في الأجر وكنوع من التكافل المجتمعي.
 
نصف مليون
 
وحتى لا يكون الكلام مرسلاً، فإنّ جمعية بيت الخير في دبي هي الأخرى، والتي ترفع هذا العام شعار «لِنكُن منَ المُحسِنين» باشرت في توزيع نصف مليون وجبة طعام للعمال والمستحقين خلال أيام الشهر الفضيل.
 
وتعتمد في توزيع الوجبات والمساعدات العينية والغذائية على فريقها الميداني المدرب الذي دخل موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية في الإمارات، لقدرته على توزيع 8997 وجبة خلال وقت قياسي بلغ ساعتين و52 دقيقة. وقد قامت العام الماضي بتوزيع قرابة مليون وجبة ضمن مشروعيها «الطعام للجميع» و«إفطار صائم» بقيمة إجمالية بلغت 8 ملايين و236 ألف درهم.
 
أما في إمارة الشارقة، فتحظى جمعية الشارقة الخيرية بدعم المتبرعين من أصحاب الأيادي البيضاء، وشرعت في تنفيذ مشروع إفطار صائم داخل الدولة، وقامت بتوزيع نحو 30 ألف وجبة إفطار مع بدايات الشهر الكريم، مستهدفة العمال وذوي الدخل المحدود في مساكنهم ومواقع عملهم في 136 موقعاً ونقطة في الإمارة، وذلك تأكيداً على قيم العطاء ومبادئ التكافل الاجتماعي.

لفتة إنسانية
 
عمليات توزيع الوجبات الرمضانية سواء في الخيم الرمضانية أو في المراكز المحددة للتوزيع في الدولة تراعي الحفاظ على الخصوصية وتعمل جاهدة أن تتم عمليات خاصة على الأسر المتعففة بأسلوب غاية في الرقي والإنسانية، ففي لفتة ذكية باشرت جمعية الفجيرة الخيرية توزيع 350 ألف وجبة إفطار على الأسر المتعففة، وقامت بإزالة جميع الملصقات والشعارات من على المركبات الخاصة بنقل الأطعمة حتى تحفظ لهذه الأسر كرامتها، فليس هناك أجمل من الإيثار والعطاء والشعور مع المحتاجين والفقراء.
 
ولا شك أن الجمعيات الخيرية في الدولة كثيرة وهي تحمل أهدافاً ورسائل إنسانية كبيرة، ولن نستطيع في هذه العجالة إيفاءها حقها، لكنها جميعاً تعمل بجد على تعزيز اللحمة المجتمعية في الإمارات وتقوية الوشائج بين الناس، للحفاظ على التماسك المجتمعي، وحتى يعيش الكل في وئام وسلام نفسي ولا ينام بينهم جائع.
 
صور التكافل
 
بقي أن نقول، إن صور التكافل المجتمعي في الإمارات كثيرة ومتعددة، وما التكافل المادي إلا واحدة منها، وهناك التكافل الأخلاقي الذي ينظم العلاقات ويحفظ المجتمعات من الفوضى والتفكك، فمساعدة الآخرين تشعر المعطي بالرضا والسعادة، وتجعل أفراد المجتمع يشعرون بالانتماء والتكاتف، فليس هناك أعظم من نعمة العطاء. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
 
Email