محمد السويدي.. خبير البصمات وعاشق البحر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يصنع قهوته بنفسه كل صباح، وصيد السمك حرفة قديمة وعشق متجدد في قلبه ونفسه، تلك هي طقوس محمد السويدي الباحث والخبير في مجال البصمات، فعلى الرغم من مهامه الدقيقة ومسؤولياته الجسيمة في كشف الأدلة الجنائية، يجد فسحة الأمل بين صفحات مياه البحر الزرقاء، يحلق فيها بعيداً بفكره وخياله اللامحدود حتى يصل إلى شاطئ الأحلام ومرسى الآمال.

الباحث محمد السويدي، الذي يعمل خبيراً في مجال البصمات بشرطة دبي منذ عام 2013، حصل على شهادة البكالوريوس- تخصص علوم جنائية من المملكة المتحدة في عام 2013، ثم حصل على شهادة الماجستير عام 2016 في تحليل الآلات الكيميائية، ودبلوم في علوم البصمات من الولايات المتحدة الأمريكية.

بالإضافة إلى حصوله على العديد من الشهادات الفنية في مجال عمله، إلى جانب شهادة خبير مسرح الجريمة تحت الماء، ويعتبر مقيماً خارجياً لطلبة البكالوريوس والماجستير.

دفعه طموحه وحبه لوطنه للتعمق في هذا المجال، واضعاً نصب عينيه هدفاً أساسه أن تصبح شرطة دبي من أفضل الأجهزة الشرطية في العالم في مجال الأدلة الجنائية والبصمات.

هذا الهدف دفعه لإجراء العديد من البحوث في مجال الكيمياء والبصمات، بعدما تبين أنه لا توجد بحوث منشورة في علم البصمات على مستوى الوطن العربي، فقرر أن يكون الرقم 1 أسوة بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي يحث دائماً شعبه قائلاً: «الرقم واحد مبتغانا في كل الميادين».

نشر السويدي بحوثه في مجلات علمية عالمية مثل المجلة الدولية حول التقنيات الناشئة، ومجلة أبحاث الطب الشرعي، والمجلة الدولية للتحديث الطبي القانوني وغيرها الكثير.

وكل البحوث التي نشرها السويدي نتجت عن قضايا واقعية، كان يبحث فيها عن الأدلة الجنائية، التي تدين مرتكبيها باستخدام بصمات الأصابع، وأحد هذه البحوث تمحور حول قضية قتل لجثة ملفوفة بأشرطة لاصقة باستخدام محلول النينهاديرين على شريط لاصق ورقي، واستطاع فتح الشريط اللاصق بطريقة دقيقة وعدم إتلاف آثار البصمات، وتطبيق الآثار على المتهمين في قضية قتل في وقت زمني وجيز، ما أسهم في حل القضية والعثور على الجاني.

أيد إماراتية

بحث آخر قام فيه باستحداث مسحوق للكشف عن البصمات بتقنية النانو من مواد منخفضة التكلفة، كما قام بتصنيع المسحوق باللونين الأسود والأبيض، إلى جانب تصنيع مسحوق بصمات ممغنط، وهذا البحث يفيد الدولة كونه سيخفض تكلفة استيراد هذه المادة من الخارج، مع ضمان جودتها، وعدم إضرارها بالبيئة أو بمستخدميها من خبراء البصمات، فضلاً عن أنه سيعزز هدف «صنع في الإمارات» بأيد إماراتية.

وقام السويدي بإجراء بحث آخر يعمل على رفع آثار بصمات من سطح حقيبة بداخلها جثة، وتطبيق الآثار على المتهم في وقت قياسي باستخدام مادة «النينهايدرين»، التي تستخدم على الأسطح المسامية لإظهار آثار البصمات واستخدام طريقة تبخير مادة «السيانواكليت» (سوبر جلو) في معالجة الأسطح غير المسامية.

كما أجرى بحثاً أيضاً في إمكانية استخدام ومعرفة مدى كفاءة بودرة «nano carbon soot» المصنعة لإظهار آثار البصمات، والتي تعتبر صديقة للبيئة وذات تكلفه أقل مقارنة بالبودرة التجارية.

في وسط كل هذه الأبحاث والأهداف والطموحات، التي أحاط نفسه لتعزيز مكانة شرطة دبي والدولة بوجه عام، كان يبحث عن فسحة من الترفيه وسط مياه البحر وبين دروب شواطئه، عبر ممارسة هواية الصيد والغوص، حيث يحرص في نهاية كل أسبوع أن يصطحب أصدقاءه أو أهله في رحلة بحرية في «الطراد».

دعم كبير وجده السويدي من ذويه بشكل عام لا سيما والده وزوجته، منذ بداية رحلته البحثية، تلك الرحلة التي يؤمن بأن لا نهاية لها، بل هي متجددة باستمرار، ولن يهدأ إلا بعد أن يحصل على براءة اختراع، يضع اسم الإمارات بين أفضل الدول في المجال الأمني.

Email