نور الدين عطاطرة.. نجاح في العلم والبحوث وإدارة الأعمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

التعليم، والبحث العلمي، وإدارة الأعمال، ثالوث يمثل كلمة السر في نجاح الدكتور نور الدين عطاطرة الباحث بمجال استخدام التقنية الحاسوبية، في اكتشاف أدوية جديدة وتطويرها. ولأنه يؤمن بمقولة «العقل السليم في الجسم السليم»، تجده يحرص على ممارسة شتى أنواع الرياضات، لا سيما رياضتي الركض وركوب الدراجات الهوائية.

يرى الدكتور نور الدين عطاطرة، الذي يشغل منصب المدير المفوض لجامعة العين، أن التطوير هو أساس البحث العلمي، الذي يعتبر وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق، واستثمار هذا العلم في تحقيق النتائج المطلوبة، ومن ثم ربط هذه النتائج باحتياجات عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، للمساهمة في رفع مستوى حياة الفرد والمجتمع، ويحرص على نشر أبحاثه العلمية في دوريات علمية رصينة في المجال الطبي، في أمريكا والمملكة المتحدة، ونيوزيلاندا، وهولندا التي تحتوي على أكبر قاعدة بيانات للملخصات والاقتباسات في العالم «سكوبس»

ويؤكد أن صناعة الأدوية وتطويرها تعتبر من أكبر الصناعات على المستوى العالمي حيث تشكل استثماراً مضمون النتائج وذا ربحية عالية جداً مقارنة بالعديد من الصناعات الأخرى، ولأن قطاع الصناعات الدوائية في دولة الإمارات يشهد تطورات كبيرة، وجد أن هناك فرصة لتطوير هذا القطاع الاستراتيجي عن طريق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، حيث وضعت الدولة برنامجاً وطنياً لدعم الصناعة وزيادة الإنفاق على البحث والتطوير وهو ما يتماشى مع مئوية الإمارات 2071.

بدأ اهتمامه وشغفه بالبحث العلمي في مرحلة البكالوريوس بعد أن التحق بكلية الصيدلة، وتجول بين أزقة مختبراتها وجذبته المعادلات الكيميائية بسحر غموضها الذي مازال يثير دهشته ويشعل حب اكتشاف نتائجها العلمية الجديدة في قلبه، ودراسة الجزيئات الحيوية المكونة للإنسان والأمراض.

تعلم في هذه الكلية أن جميع الأمراض أساسها المركبات الأساسية الموجودة داخل جسم الإنسان، فإذا أردنا أن نكتشف علاجاً جديداً يجب أن ندرس هذه المكونات، ونبدأ بتحليلها واكتشاف علاقة هذه المركبات مع بعضها البعض.

وتنامى اهتمامه حول السعي وراء اكتشاف معادلات جديدة وعلاجات مبتكرة، بعد أن تخرج وعمل في مجال الصيدلة، وفي ظل التحديات والتعقيدات وبدء انطلاق الثورة المعلوماتية، والتكنولوجية أدرك أن البحث العلمي أصبح ضرورة ملحة فأجرى أبحاثه حول أمراض السرطان واكتشاف علاجات ممكنة باستخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة.

جوائز
الجوائز تمثل حافزاً أساسياً للاستمرار في التقدم والنجاح والإبداع، أما بالنسبة للدكتور عطاطرة فهي مسؤولية إضافية تقع على عاتقه سواء أمام المجتمع العلمي، أو أمام الوطن، ويؤمن بأن البحث العلمي هو الطريق والدرع الآمن لرسوخ المعرفة والسير في دروب التنمية، لاسيما البحث العلمي في مجال الصيدلة الذي يكتسب أهميته لاتصاله المباشر بصحة الإنسان وحياته، ودوره في إضاءة شعلة الأمل في قلوب ملايين البشر ممن يعانون من الأمراض المزمنة، أو التي لم يصل الطب إلى علاجها.

لم يكن الدعم من قبل عائلته التي شجعته على المضي قدماً في تحقيق شغفه هو الدافع الوحيد، ولكن جملة سمعها من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، زادت من عزمه وهي «كلمة مستحيل لا توجد في قاموسنا»، كانت نقطة انطلاقة حقيقية ودافعاً نحو مزيد من النجاحات حيث حصل على الدكتوراه في علوم الصيدلة من جامعة مانشستر، وأصبح ذا نشاطات بحثية كثيرة وعضويات مؤسسات وجمعيات بارزة منها جمعية أبحاث السرطان الأمريكية وجمعية أبحاث السرطان البريطانية وعضواً في الجمعية الملكية للكيمياء في المملكة المتحدة، وله العديد من الأبحاث العلمية المنشورة في مجالات الصيدلة واكتشاف الدواء وتصميم عقاقير الجديدة لمعالجة سرطان.

ونشر مطلع العام الحالي 2021، بحثاً جديداً بتمويل من مؤسسة الجليلة، يخص جائحة كوفيد 19 ومحاولة إيجاد العلاج الناجح له، من خلال دراسة مجهرية للجزيئات الحيوية والمادة الوراثية الأساسية المكونة لهذا الفيروس «سارس كوفيد 2»، و تعطيل حركة البروتين المكون الأساسي لهذا الفيروس.

براءة وحب
تتميز مرحلة طفولته بالبراءة والحب والحنان حيث نشأ وترعرع في مدينة العين ويعتبر الأخ الأكبر لأسرة مكونة من 4 أبناء، هذه المكانة منحته الشعور بالمسؤولة بشكل أكبر تجاه الآخرين، وبنت لديه الثقة بالنفس والشخصية المستقلة الواعية.

التحق بمدرسة أنس بن مالك في العين، ثم أنهى دراسة الثانوية في مدرسة زايد الأول عام 94 من ثم أنهى مرحلة البكالوريوس في جامعة العلوم التطبيقية، وحصل على الماجستير والدكتوراه في المملكة المتحدة، لديه من الأبناء 3، يعمل على تنشئتهم تنشئة طيبة سليمة محبة للعلم والتفوق وللوطن.

ورغم انشغاله الكبير بمنصبه وإدارة أعماله الخاصة وأبحاثه العلمية إلا أنه يجتهد ليخصص الوقت الكافي لأسرته، ولممارسة هواياته ورياضاته لاسيما رياضة الجري وركوب الدراجات الهوائية، وأحياناً الصيد، والسباحة، ولكونه صيدلانياً فهو يعي جيداً أن الرياضة تساعد الجسم على إفراز عناصر كيميائية، تؤثر على الحالة المزاجية للإنسان وتساعد من الوقاية من الأمراض لاسيما الاكتئاب، والتوتر وتقضي على المشاعر السلبية.

ويؤمن عطاطرة بأن العمل التطوعي والإنساني هو قدرة الفرد على تقديم أفضل ما لديه نحو التقدم ونهضة الوطن الذي يعتبر جزءاً لا يتجزأ منه، لذا يخصص جزءاً من وقته لهذا العمل النبيل باستمرار.

 

Email