نورة وعائشة وطريفة يحلقن في الفضاء
اجتمعت الباحثات نورة الأميري وعائشة العويس وطريفة الكعبي، من تخصصات مختلفة في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، ليحققن حلمهن بأن يكن جزءاً من تاريخ وتطور الدولة، وهن ينطلقن بحب وشغف في مجال البحوث العلمية لخدمة الوطن، ويسعى الباحثات الثلاث إلى اهتمام مشترك بينهن يقودهن إلى البحث في عالم الفضاء.
تجتمع نورة الأميري وعائشة العويس وطريفة الكعبي، على حب وشغف البحث في مجال الفلك وعلوم الفضاء، وقد كن من أوائل المنضمين إلى أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، ليحققن حلمهن بأن يكن جزءاً من تاريخ وتطور الدولة.
«البيان» التقت بالباحثات للحديث عن مواضيع بحثهن، حيث التحقت نورة الأميري والحاصلة على درجة البكالوريوس في الفيزياء التطبيقية من قسم الفيزياء التطبيقية وعلم الفلك في كلية العلوم بجامعة الشارقة.
بعد التخرج في برنامج بحثي علمي في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) في جنيف ـ سويسرا مع المجموعة البحثية LHCb وتناول البحث موضوع دراسة نوع من الجسيمات عن طريق تطبيق محاكاة حاسوبية تحاكي التفاعلات الحاصلة في مصادم الهادرونات الكبير في سيرن.
أجسام فلكية
التحقت نورة بعد ذلك للعمل بشكل رسمي في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك كمساعد باحث في مختبر الطقس الفضائي والأيوينوسفير وعملت على مشروع بحثي لعمل دراسة مقارنة بين الطبقة الأيونية في كوكب المريخ وكوكب الأرض. ثم بعد ذلك التحقت للعمل في مختبر الفيزياء الفلكية عالية الطاقة. هذا المختبر مختص بدراسة الأجسام الفلكية عالية الطاقة الموجودة بصورة أنظمة ثنائية فائقة ومنخفضة الكتلة.
خلال فترة العمل في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك، شاركت نورة الأميري في العديد من ورش العمل العلمية المنظمة داخل وخارج الدولة، بالإضافة للمشاركة بنشر أبحاث علمية في مؤتمرات عالمية مثل الورشة العلمية العالمية المنظمة من قبل مركز الملاحة الفضائي الألماني في عام 2019، ومؤتمر الملاحة الفضائي في بريمن ـ ألمانيا 2018 ومؤتمر الملاحة الفضائي في الولايات المتحدة الأمريكية 2019.
وتقول الأميري: بجانب المشاركة بالأبحاث العلمية في المحافل العلمية المحلية والدولية، سنحت الفرصة لنا للوصول ونقل العلم والمعلومات للمجتمع المحلي عن طريق تنظيم ورش عمل ومحاضرات عامة موجهة للعامة وذلك بهدف نشر الفائدة وإبقاء المجتمع في حالة وعي عن مستجدات الوسط العلمي فيما يخص علوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك. إضافة إلى المساهمة في تدريب طلبة الجامعات المحلية والعالمية في مختبرات الأكاديمية وإكسابهم المهارات المطلوبة المتخصصة في إعداد البحث العلمي.
صخور أرضية
وتعمل عائشة العويس، مساعد باحث في مركز النيازك في الأكاديمية وهي حاصلة على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب من الجامعة الأمريكية في الشارقة، على مشروعين في الأكاديمية والمشروع الأول هو في شبكة الإمارات لرصد الشهب والثاني التعلم الآلي لتمييز النيازك عن الصخور الأرضية، وتصنيف الصور التي تحتوي على الشهب عن غيرها.
وتختلف مهامها بين البرمجة وتدريب الطلبة وإلقاء محاضرات تعليمية في مجالها تهدف إلى إيصال المعلومة العلمية بطريقة سلسلة إلى الجمهور من الهواة والباحثين والطلبة.
لعائشة عدد من الأوراق البحثية التي نُشرت في مجلات علمية محكمة فضلاً عن مشاركاتها في المؤتمرات والندوات المحلية والدولية.
هندسة ميكانيكية
كما تعمل طريفة الكعبي، وهي خريجة جامعة الإمارات العربية المتحدة بتخصص الهندسة الميكانيكية، مع تخصص فرعي في هندسة الميكاترونيكس، كمهندس باحث في مختبر الأقمار الصناعية المكعبة (CubeSat Laboratory) منذ يناير 2018، وتقول:
في بداية انضمامي للأكاديمية حظيت بفرصة حضور العديد من الورش التدريبية لتجهيزي للعمل في المختبر، مثل الورش في البرامج المختلفة التي نستخدمها حالياً، والورش التخصصية في مجال الأقمار الصناعية وأنظمتها المختلفة.
وشاركت بالعمل ضمن فريق يمثل الأكاديمية في المسابقة التي تم إجراؤها في 2018، «UAE MiniSat Challenge» أو «تحدي القمر الصناعي الإماراتي المصغر»، التي تهدف لتصميم الحمولة الأساسية لقمر صناعي مكعب، وقمنا بتصميم حمولة GNSS (ملاحة عبر الأقمار الصناعية) بصورة أولية، نهدف إلى تطويرها مستقبلاً وإطلاقها على متن قمر صناعي مكعب.
وتتابع: اكتسبت عدة مهارات من خلال عملي مثل المهارات العملية في برامج هندسية وخاصة بتصميم مهام الأقمار الصناعية، وصقل مهاراتي العملية في العمل مع الإلكترونيات، مهارات التقديم والتواصل.
إطلاق المشاريع
كما يعمل المختبر حالياً على أول قمر صناعي مكعب للأكاديمية (Sharjah-Sat-1)، الذي يهدف إلى دراسة الأشعة السينية القادمة من الشمس والأجسام المضيئة الأخرى في الكون، وهذا المشروع يعتبر علمياً وتعليمياً، حيث شارك طلبة من كلية الهندسة وكلية العلوم في العمل على التصميم الأولي بالحضور والمشاركة في الورشات التدريبية التي تم إقامتها خلال فترة المشروع، كما يقوم ببناء الخبرات اللازمة وتجهيز المختبر لإطلاق مشاريع أقمار صناعية طموحة في المستقبل بإذن الله.
ويضم المختبر بالأكاديمية أجهزة الحاسب الآلي المزودة بجميع البرامج الضرورية لتصميم وتقييم ومحاكاة مهام الأقمار الصناعية المكعبة، كما يضم الغرفة النظيفة التي ستستخدم لتركيب أنظمة القمر الصناعي، والمحطة الأرضية بترددات (VHF/UHF) للتواصل مع القمر الصناعي بعد إطلاقه لاستقبال البيانات وإرسال الأوامر للأنظمة المختلفة، وقد تم تدريب مهندسي المختبر لاجتياز امتحان رخصة هواة اللاسلكي اللازمة لتشغيل المحطة، وذلك بالتعاون مع جمعية الإمارات لهواة اللاسلكي.