جلال تنيرة من السويد إلى الإمارات لابتكار أدوية للسكري

يعمل الدكتور جلال تنيرة، على بحوثه وسط تشجيع ودعم لا محدود من الدولة، حيث غادر مؤخراً السويد ليكمل مساره في البحوث العلمية بمعهد البحوث للطب والعلوم الصحية بجامعة الشارقة، وبسبب ازدياد أمراض السكر في دول الخليج والإمارات ركز الدكتور على البحوث الطبية لمساعدة مرضى السكر ليكتشف مع فريق عمله تطوير مركبات كيميائية لصناعة أدوية جديدة لمرضى السكر.

تستثمر دولة الإمارات في العقول البشرية لتجعل من العالم مكاناً أفضل للحياة، لذلك هي تشجع وتستقطب الباحثين والأكاديميين من مختلف التخصصات والجنسيات وتدعمهم لتطور من جودة الحياة وتقدم كل ما يكتشف لخدمة الجميع، لتضع نفسها في مواقع عالمية مميزة تنافس فيها الدول العالمية، وقد فتحت الدولة أبوابها ومعاملها ومختبراتها ومستشفياتها لهذه الكفاءات العلمية.

إمكانيات وتسهيلات

وقد انطلق الدكتور جلال تنيرة بأبحاثه من داخل جامعة الشارقة ليكون ضمن مجموعة باحثين يسهمون في ركب التطور، ويقدمون كل ما هو أفضل في المجال الطبي، وهو خريج جامعة لوند في السويد بتخصص علم السكر التجريبي، وقد اختار الانتقال مع عائلته من السويد للعيش في دولة الإمارات من عدة سنوات، وذلك لمعرفته بمدى الجهود المبذولة في البحوث العلمية وسعي الدولة لاستقطاب الباحثين وتوفير جودة عالية من الحياة لهم، ويقول: الإمارات أرض خصبة في مجال البحوث وتقديم الإمكانيات والتسهيلات للارتقاء بالبحث العلمي، حيث توفر الجامعة منذ دخولي الأجهزة والمساعدين وكل ما أحتاج إليه ومن دون تأخير لتستمر عجلة الاكتشاف.

اكتشافات جينية

ويحمل الدكتور تنيرة الجنسية السويدية، وهو عربي من أصل فلسطيني، وقدم الكثير من الدراسات والبحوث العلمية، ونشر العديد من المقالات العلمية بالشراكة مع جامعات عالمية، ويقول: في السنوات الماضية نشرنا أكثر من 20 بحثاً مع عدة جامعات في أمريكا والسويد وسويسرا، حيث إن جزءاً من هذه الأبحاث التي تم نشرها عبارة عن اكتشافات جينية جديدة لمرض السكر، والجزء الثاني كان يحاول ‏يفهم طريقة عمل هذه الجينات وسيكولوجيات لهذا المرض، ‏وكما هو معروف بأن مرض السكر هو مرض وراثي ‏بالدرجة الأولى، ولكن للأسف الخلفية الوراثية للمرض غير معروفة، وبالتالي الموضوع بحاجة إلى بحث علمي وفهم ما هي الأسباب الوراثية لمرض السكر، ونحن دورنا في الكلية والجامعة البحث عن جينات جديدة تفسر لنا ما هي الأسباب الوراثية لأمراض السكري من النوع الثاني.

تطوير الأدوية

وبجانب عمله كأستاذ ومحاضر لطلبة كلية الطب بالجامعة، يعمل الدكتور بمعهد البحوث للطب والعلوم الصحية بجامعة الشارقة على البحوث العلمية، حيث يعمل حالياً على بحث يسعى إلى اكتشاف بعض المستقبلات الجديدة التي تكون متوفرة على سطح ‏خلايا بيتا التي تفرز الأنسولين ونحن في طور البحث عن بعض المركبات الكيميائية التي ممكن أن ترتبط مع هذه المستقبلات وأن تحفز لنا ‏إفراز الأنسولين في الخلايا وبالتالي ممكن يتم الاعتماد عليها في تطوير بعض أنواع الأدوية الجديدة لمرض السكري.

اقتصاد جديد

‏ويؤكد الدكتور تنيرة أن الإمارات أصبحت تدعم اقتصاداً جديداً مبنياً على تطوير البحث العلمي، وخلال 5 سنوات السابقة قفزت قفزة نوعية في البحوث المنشورة في المجال ‏الطبي وهذا جاء نتيجة الدعم السخي المادي أو اللوجستي أو المعنوي من الدولة، وأصبحت تنافس البحوث المنشورة في أوروبا ودول العالم، وأثناء فترة تواجده في السويد نشر الدكتور بحثاً في إحدى المجلات الطبية كان ملخص الدراسة يدور حول ‏اكتشاف جينات‏ جديدة، وقد استغرق ثلاث سنوات من الدراسة والبحث وكان نتيجة البحث بأنه تم منحه جائزة أحسن عالم شاب على مستوى الدول الإسكندنافية في فنلندا، إضافة إلى حصوله على جائزة ‏شخصية العام الفلسطيني في الداخل وفي الخارج من إحدى المؤسسات في الداخل عام 2015.

‏ويعيش الدكتور تنيرة مع أطفاله وزوجته الدكتورة إيمان تنيرة التي تدعم مشواره العلمي وتشاطره الحياة، ويدرس أبناؤه بمدارس الدولة اللغة العربية وتاريخ الدول العربية والتربية الإسلامية ليتعرفوا وليفتخروا بالعلماء العرب وسط بيئة مناسبة قريبة من العادات والتقاليد العربية المشتركة، إضافة إلى دولة تدعم وتشجع المواهب والباحثين.