متحف الشندغة.. بيت الحياة البحرية (18)

ت + ت - الحجم الطبيعي

في متحف الشندغة، الذي يحمل 22 متحفاً بداخله، أو كما أطلق عليه بيوت الشندغة، يعرض كل بيت عنواناً من عناوين الحياة في دبي.

كما هو بيت الحياة البحرية، الذي يعرض هذه البيئة وكيف شكلت سكانه، والموارد الطبيعية، التي اعتمدوا عليها في معيشتهم اليومية، لتنشأ مجتمعات محلية على سواحل الخليج، ومنها دبي حول خوره، الذي أصبح مصدراً للاستمرارية، سواء من حيث الصيد أو صناعة السفن، أو الغوص في أعماق الخليج للحصول على اللؤلؤ، والإبحار من أجل تعزيز التواصل والروابط والتفاهم مع المجتمعات، ثم التجارة البحرية معهم.

بيت الحياة البحرية ممتع للغاية في طريقة عرضه بين الشاشات السينمائية المختلفة الأحجام، وعرض الأدوات الملموسة بتقنية الأصوات البحرية، شارحاً طبيعة بحر الخليج وكيف تشكل هذا الممر المائي جيولوجياً ؟ من الساحل الجنوبي الممتد إلى الساحل الإماراتي الضحل وبوجود مجموعة من الجزر والتكدسات الرملية والشُعب المرجانية، إلى خور دبي بعمقه وبمساعدة التيارات البحرية ومعدلات المد وخور دبي، الذي ينقسم إلى قسمين: ديرة، وبر دبي، على شواطئ الخليج العربي.

كما يوضح البيت الحياة البحرية من خلال بحر الخليج العربي، وكيف أنه وسيلة تاريخية للتبادل بين الشعوب، بسبب موقعه الجغرافي بين الشرق والغرب، وتحديداً موقع دبي على الجهة الشمالية الشرقية لدولة الإمارات، والجهة الجنوبية الغربية لبحر الخليج، وعلى الساحل الشرقي لشبه جزيرة العرب، لتصبح دبي نقطة التقاء الطرق البحرية بين أفريقيا وآسيا وأستراليا، ويتصل بشمال المحيط الهندي.

أما الحياة البحرية التي يوضحها البيت بدرجات الحرارة والتيارات المائية والتبخر وعمق المياه، والمياه الضحلة الدافئة ودرجة ملوحتها المثالية، وعن التنوع البيولوجي البحري الهائل من الموائل البيولوجية والمستنقعات الطحلبية والأعشاب البحرية في مناطق المد، إلى غابات القرم المغذية، وانتهاء بالترسبات الطينية والسبخات (مسطحات ملحية) والطبيعة غير المتجددة لمياهه.

من المياه الساحلية الضحلة إلى الساحل الطيني والمستنقعات الملحية والسبخات الموازية لخطوط الساحل في المناطق ذات نشاط مدّ وجزر تبقى الحياة البحرية في الخليج مجسدة التواصل الثقافي بين الشعوب، ورمز الانفتاح وعلاقات متبادلة من الحياة البحرية، وبشكل حضاري وثري مع بقية الثقافات حولها.

 
Email