متحف الشندغة.. بيت الفنون التراثية "14"

ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل «متحف الشندغة» حالة فريدة في عالم المتاحف، إذ هو في الواقع يمثل 22 متحفاً في واحد. وهذه المتاحف الداخلية، التي يطلق عليها بيوت الشندغة، تجعل من «متحف الشندغة» حياً متحفياً متكاملاً.

ومن اللافت أن كل بيت - متحف، من هذه البيوت، يتخصص بعنوان من عناوين الحياة في دبي، ويعرض جانباً من جوانب تراثها الثري، ويعرف بتقاليد الحياة والعمل والتجارة والصناعات المحلية، بطريقة فريدة.

 

في هذا السياق، يبرز «بيت الفنون التراثية»، وهو يصور جزءاً من نمط حياة أهالي دبي القائم على الترحال والتنقل، في تراثه غير المادي، كالشعر والموسيقى والقصص الشعبية. ذلك الموروث الشعبي الذي تم تناقله عبر الأجيال، سواء الفنون البرية والبحرية، وكيف انتقلت، لتعكس هويتهم وثقافتهم وتحدياتهم.

يوضح «بيت الفنون التراثية» كيف اعتمد أهالي دبي على التراث الشفوي الزاخر بالموسيقى والشعر والأهازيج وفنون الأداء الجماعي، بدءاً من فن الطارق وهو شعر غنائي مأخوذ من الطرق، أي الصدح و«السرا» بالليل وسكونه بصوت عذب رخيم، ويسمى مؤديه «الطارج» الطارق، إلى قصائد العبرة (القارب الصغير الذي يعبر بين الضفتين من الخور)، والأهازيج الموسيقية الخاصة بالبحارة في مواسم صيد اللؤلؤ، مثل فن «النهمة»، إلى الشعر، وكيف يحظى الشاعر بمكانة فريدة قي ثقافة المنطقة.

وهناك في «بيت الفنون التراثية» عرض سينمائي للنغم والموسيقى عبر جدران البيت، يعرض التقاليد الشعرية الموسيقية التي تعكس طبيعة المكان، فتأتي آلة الربابة مع شرح خاص لمكانتها، وآلة العود، و«الراس» (طبل كبير برأسين)، وفنون الأداء، منها فن العيالة، وفن «النَعْشَة» من خلال الفتيات اللائي يملن برؤوسهن على إيقاع الموسيقى، وفن المناظرة الشعرية في المناسبات الاحتفالية، وقصائد «المشاكاة» المعبرة عن الألم، وفن «الرزفة» في احتفالات الزفاف، والاحتفالات الدينية كـ«المالد» بموشحاته الدينية وضرب الدفوف، وبعض الفنون الوافدة من أفريقيا مثل الليوا، والنوبان، والهبان، مع شرح تفصيلي لكل فن.

أما الحكايات الشعبية ولمكانتها الخاصة عبر السرد، فيعرض «بيت الفنون التراثية» قصة «أم الدويس» الخرافية والأكثر شهرة في التراث الشعبي عن طريق الشاشات الحديثة، وبالضغط على عنوان من عناوين هذه القصص التي تسمى بالخراريف الشعبية، يستطيع الزائر أن يتعرف عليها سواء باللغة العربية أو الإنجليزية مع صور وصوت سينمائي، مثل: بابا درياه، وخَطاف رَفّاي، وحِمارة القايلة، والبِدِيحة، والنَّغّافة، وبعير بلا راس... وكيف نَقل هذا التراث الشفهي قيم الشجاعة والاحترام والصبر من خلال الجدات، لأبنائهن وأحفادهن، ليبقى «بيت الفنون التراثية» الذي يعرض كل فنون دبي التراثية، من أمتع بيوت «متحف الشندغة» للزائر والسائح.

Email