متحف الشندغة.. بيت المجتمع والبيئة"13"

ت + ت - الحجم الطبيعي

في متحف الشندغة الذي يحمل 22 متحفاً بداخله، أو كما أطلق عليه بيوت الشندغة، يعرض كل بيت عنواناً من عناوين الحياة في دبي، كما هو بيت المجتمع والبيئة، وهو حول الحركة في دبي بصعوباتها اليومية بدءاً من الكثبان الرملية وما بها من حصى في مساحاتها الشاسعة، ومن الشعب المرجانية والأصداف والأحجار الكبيرة، إلى المناطق الجبلية والزراعية، ليعرض البيت كيف كانت المناطق الصحراوية من دبي إلى حافة الربع الخالي، ربما لا يعرفها الغرباء، لكن أهلها كانوا يتميزون بتفسير المشاهد الرملية برسوماتها ورياحها، ليوضح كيف كان اقتفاء الأثر، مثل اقتفاء آثار الإبل إن كان لقاء جمع بين قبيلتين، وكيف أتت كل قبيلة للقاء قبيلة أخرى، من خلال آثار تدل على تشققات أقدامها الملساء بسبب مشيها على الصخور، أو مثل بعض الخطى من الإبل كيف تكون أعمق فيعرف مُتَقَفّي الأثر الماهر إن كان المسافر وحيداً أو معه أحد، فضلاً عن معرفته ما إذا كانت القافلة محملة بالبضائع، واستشعاره أولى علامات اقتراب العاصفة الرملية.

يشرح متحف بيت المجتمع والبيئة كيف يتعرف متقفي الأثر على طيور الحبارى، من أين تنطلق ومتى وإلى أين وحسب مهب الريح، وحتى إن اختفت مسارات طيور الحبارى في الرمال، كيف يستطيع أن يتعرف على اتجاهها ليتبعها بقافلته، تماماً مثل الأرنب المختفي بآثار أقدامه، وكيف يستطيع إيجاده، فضلاً عن الصحراء في الليل.

والمسافرون قديماً يسهرون ويتسامرون حول النار، لتأتي قراءة النجوم والحكايات الشعبية والقصائد الملهمة بعلوم النجوم.

ويعلّم المتحف البيئة في الماضي وكيف تعامل معها الإنسان، والفراسة التي يمتاز بها أهل البوادي والصحاري مثلها مثل المشهد الجبلي في دبي، حيث حتا بصخورها وواحاتها الضخمة والخصبة، والنقوش على الصخور كدليل على صورة الإنسان قديماً بثقافته ولغته وطريقة تواصله مع البيئة.

 

Email