موقع جميرا الأثري.. موئل حضاري عريق (7)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد اكتشاف موقع جميرا الأثري بشارع الوصل في دبي عام 1969 على يد فريق الآثار من الجامعة الأمريكية ببيروت.

واكتشاف مدينة صغيرة تعود إلى العصر العباسي، استمر التنقيب من جديد عام 1973 مع فريق الآثار العراقي واستخراج اللقى بعد حفريات عدة، ثم توقف العمل حتى عام 1993 وهذه المرة مع فريق آثار محلي، وتم اكتشاف المزيد من المباني الأثرية وأدوات العيش المستخدمة.

فكانت القطع المستخرجة تباعاً في ازدياد وتنوع، ليتم وضعها في متحف تم تصميمه وبناؤه بجانب الموقع، وأطلق عليه اسم متحف موقع جميرا الأثري. أثارت بعض القطع الأسئلة حول ماهيتها واستخداماتها، وبالتالي النظريات الممكن طرحها حول تكوينها وجذورها، فكان لنا هذا الاستعراض لبعض القطع المختارة من المتحف:

تم استخراج هذه العملات من موقع جميرا الأثري، وهي عملات نحاسية عليها نقوش عربية، إحدى هذه العملات تحمل اسم صمصام الدولة، وهو أحد سلاطين بني بويه، الذي حكم بعد وفاة أبيه عضد الدولة. حكم صمصام الدولة كخليفة عباسي على العراق وبلاد فارس من 983 إلى 987م.

وتشير النقوش والكتابة على العملات إلى أن موقع جميرا شاهد على هذا العصر للخلافة العباسية. ومرت الخلافة العباسية بفترات مختلفة من التأسيس إلى الفتن والحروب، وهذه الدولة البويهية كانت قائمة في فترة الفتن والانقسامات، بين (934 – 1062م)، فكانت تحكم شيراز كإمارة فارس، والري كإمارة الجبال وبغداد كإمارة العراق، وأجزاء من سواحل الخليج الجنوبية والشرقية مروراً بعمان وصحار.

وكانت أرض الإمارات العربية المتحدة وأرض الكويت جزءاً من هذه الدولة، هذا وكان نظام حكم الدولة البويهية بمسمى السلطنة، ولغتها الرسمية اللغة العربية.

بالإضافة إلى لغات أخرى مستخدمة، مثل الفارسية والديلمية والعبرانية والتركية والسريانية، وتبقى هذه العملات التي تم استخراجها من حفريات موقع جميرا الأثري، عائدة إلى العصر العباسي، ومن تلك الحقبة للدولة البويهية التي كانت تستخدم عملة الدينار والدرهم وبشكل رسمي.

Email