«متحف موقع جميرا».. جرّة فخارية مزججة (6)

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد اكتشاف موقع جميرا الأثري في شارع الوصل في دبي عام 1969 وعلى يد فريق الآثار من الجامعة الأمريكية في بيروت، واكتشاف مدينة صغيرة تعود إلى العصر العباسي، استمر التنقيب من جديد عام 1973 مع فريق الآثار العراقي واستخراج اللقى بعد حفريات عديدة، ثم توقف العمل إلى عام 1993 وهذه المرة مع فريق آثار محلي، وتم اكتشاف المزيد من المباني الأثرية وأدوات العيش المستخدمة، فكانت القطع المستخرجة تباعاً في ازدياد وتنوع، ليتم وضعها في متحف تم تصميمه وبناؤه بجانب الموقع، ويسمى متحف موقع جميرا الأثري.

وأثارت بعض القطع الأسئلة عن ماهيتها واستخداماتها، ثم النظريات الممكن طرحها عن تكوينها وجذورها، فكان لنا هذا الاستعراض لبعض القطع المختارة من المتحف.

جرة فخارية تم ترميمها بشكل جيد، وكما في الصورة تم تزجيجها باللون الأزرق وبعض الخطوط السوداء، ليصبح أمامنا أنموذج جيد للفخار في العصر العباسي، ولا بد من أن نشير إلى أن الفخار أنواع، أما فخاريات موقع جميرا فتقسم إلى مجموعتين: جرار مزججة وجرار غير مزججة، أما الجرار المستخرجة فأغلب الأنواع مصنوعة من الطين الأصفر أو البني وعلى عجلة دوارة، بينما الألوان المستخدمة في الطلاء أو التزجيج فهي الأصفر والبني والأخضر والأزرق والأبيض، ويهمنا أن نشير إلى أن الجرار كانت حينها تزين بخطوط غائرة قبل إدخالها الفرن، فيحدد أطرافها.

ولأن هذه الجرة الأنيقة مزججة، فتغلب عليها نظرية الزينة، فعادة توضع هذه الجرار في أركان البيوت وخاصة لعلية القوم، ولكننا، وكما نرى في الأعلى ثمة فوهة، ونبدلها بنظرية استخدام الجرة كديكور وزينة معاً، وليس لمجرد وضعها في ركن، بل هي من تلك الجرار المستخدمة في تعبئة الماء أو الخل أو الزيت أو أي نوع من السوائل.

Email