سوريا.. تقاليد صامدة رغم الأحزان

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتاد أهالي المخيمات في الشمال السوري على استقبال اللجان الشعبية المدنية المحلية أو الجمعيات الخيرية التي تقدم وجبات رمضان، إذ يستفيد أهالي المخيمات على مدار شهر كامل من هذه المساعدات الخيرية، التي يشترك فيها الجميع من الداخل والخارج السوري.

وفي هذا العام تغيرت جغرافيا المخيمات فلم تعد العناوين هي نفسها التي تخص السنوات السابقة، وبات على الجمعيات الخيرية ملاحقة العناوين الجديدة للنازحين، حتى الذين كانوا يشاركون في المائدة الرمضانية في العام الماضي، تهدمت بيوتهم بسبب الزلزال، وباتوا في مناطق أخرى بعيدة.

أبو عماد، الذي كان يقطن في جنديريس بمدينة عفرين، هجر بيته المتهاوي إلى منطقة بعيدة، مدينة جرابلس، التي تبعد أكثر من 250 كيلو متراً،.

وهو يرى أن العودة إلى مدينة جنديريس باتت صعبة بسبب الآثار التي خلفها الزلزال، وانهيار بيته، لذلك هو يعمل مع وسطه الجديد من أجل القيام بأعمال رمضانية من حملة إفطار صائم إلى التبرعات الخيرية مع الجمعيات الأهلية.

وكذلك التجهيز من أجل اختيار «المسحراتي»، الذي يتولى مسؤولية إيقاظ الأهالي على السحور، ذلك أن اختيار المسحراتي تحتاج إلى مقاييس ومعايير معينة، وليست عملية اعتباطية.

وعلى الرغم من مع المعوقات الاقتصادية والأزمات التي تضرب سوريا وخصوصاً سكان المخيمات بعد الزلزال، إلا أن التقاليد الرمضانية ما زالت قائمة على الرغم من كل المآسي، فالأهالي يريدون أن يعيدوا إحياء أجواء رمضان مهما كانت الظروف والتحديات.

فالوجبة- بحسب ناشطين ومتطوعين- ستبقى صامدة في المخيمات السورية على الرغم من كل العوائق الاقتصادية، إذ عملت العديد من المؤسسات الخيرية على تقديم المساعدات لأهالي المخيمات، خلال شهر رمضان المبارك، حيث أصبح هذا التقليد عادة وفائدة في الوقت ذاته وتفريجاً لهم كثير من العائلات غير القادرة على تأمين طعام الإفطار.

أم سعد التي تعيش في أحد المخيمات، تقول إنها تنتظر هذا الشهر الفضيل لما فيه من تكافل اجتماعي وتآخٍ بين الناس وتحرك واسع لأهل الخير والجمعيات الخيرية.

فضلاً عن كونه يوفر علينا نفقات شهر بالكامل، فهذا العام سيكون أكثر صعوبة من الأعوام الماضية، بسبب فقدها الكثير من الامتيازات السابقة مثل الخيمة ومكان الإقامة بعد الزلزال، إلا أنها لا تزال تصر على القيام بكل أجواء رمضان.

بين رمضان 2022 ورمضان 2023 الكثير من المتغيرات على مستوى الحياة في الشمال السوري، الإرادة على الحياة والبقاء لا تزال صامدة، رغم كل الظروف الصعبة، ليتكفل رمضان بإعادة البهجة إلى النفوس مرة أخرى.

Email