السعودية.. تنوع في الطقوس والموائد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تختلف طقوس استقبال شهر رمضان المبارك في المملكة العربية السعودية من منطقة لأخرى، إذ تتسم في بعض المناطق بالغرابة مثل عسير، التي يستقبل أهلها الشهر الفضيل بإشعال النيران الكثيفة على أسطح المنازل والجبال، تعبيراً عن الفرح، فيما يستقبل أهالي مكة المكرمة رمضان بأهازيج شعبية منها «هلت ليالي رمضان».

وتبدأ الاستعدادات مبكراً في الحرمين الشريفين اللذين يستقبلان مئات آلاف المعتمرين، حيث تضاعف المؤسسات الخيرية والبيوتات التجارية والمطاعم جهودها وتتسابق لحجز وتجهيز بسطات رمضانية، وتخصيص وجبات الإفطار والتمور والعصائر لإفطار المعتمرين والزوار وغيرهم من الصائمين ممن تمتلئ بهم الساحات الداخلية والخارجية المحيطة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. ومع احتفاظ كل منطقة من مناطق المملكة بخصوصيتها في طقوس استقبال رمضان والوجبات الشعبية والعصائر والحلويات، إلا أنّ القاسم المشترك بينها تزيين الشوارع الرئيسة والأشجار بأشرطة الإضاءة والفوانيس الملونة، وتزيين المنازل والأبواب بشكل يعكس الفرحة بقدوم الشهر الفضيل.

ويحرص السعوديون على إقامة موائد رمضان الخيرية لإفطار المحتاجين والمساكين وعابري السبيل والجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية، في خيام تنصب في الساحات الخارجية للمساجد وداخل الأحياء، فيما يوزّع متطوعون المياه والعصائر والتمور والوجبات الخفيفة عند إشارات المرور في شوارع المدن بمختلف المحافظات السعودية.

تقول نورة القحطاني من أهالي الرياض، إنّ كل السعوديين يبدؤون إفطارهم بـ«فك الريق» وهو التمر والماء والزبادي، فيما يتناولون الوجبة الرئيسة بعد أداء صلاة المغرب، والتي تختلف أطباقها الشائعة من منطقة لأخرى، رغم وجود بعض الأكلات المشتركة مثل الكبسة والشوربة والسمبوسة وحلوى القطايف. وأوضحت أنّ من عادات وتقاليد رمضان في المملكة تخصيص يوم للاحتفال بقدوم رمضان يطلقون عليه اسم «شعبانية» أو «شعبنة» يجتمع فيه الأهل والأصدقاء لتناول الأكلات الشعبية والحلويات سوياً. وحول أشهر وجبات رمضان، تشير القحطاني إلى أن كل منطقة من مناطق المملكة تشتهر وتتميز بوجبات معينة، إذ تتميز منطقة نجد، والتي تشمل وسط المملكة مثل الرياض والقصيم وحائل، بالقرصان والمثلوثة والمرقوق والجريش والحنيذ والمطازيز والسليق وحلويات الحنيني والفتيت، فيما تشتهر منطقة الحجاز غربي السعودية والتي تشمل مدن جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف، بأطباق الصيادية التي تحوي الأرز والسمك.

وتضيف نورة القحطاني، أنّ موائد أهل الجنوب والتي تشمل مناطق جيزان ونجران وعسير والباحة، تشتهر بالسمك وخبز التنور أو الميفة التي تعد علامة مميزة في مائدة أهالي هذه المناطق في طريقة صنعها وشكلها المستطيل، موضحة أنّ مائدة السحور تعتمد غالباً على المفالت، حيث تعتبر وجبة السحور الرئيسة في جازان. وفي شمال المملكة والتي تشمل مناطق عرعر وتبوك وسكاكا ورفحاء وطريف، تعتبر مائدة الشهر الفضيل الرئيسة المليحية، والخميعة، والفتيتة، والمحموسة، يتناولونها في إفطار جماعي يجتمع فيه الجيران.

 

Email