ثقة مبصرة سلاحها الحُلم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أدركت أن الحُلم أمامها مهما هرولت مواكب النور، لتترك الطريق بلا إشارات، تلوح للأمل أنها متشبثة بالمُنى، بعصاها البيضاء ترسم طريقاً مغايراً، طريقاً جعلها تصل، ببساطة لأنها آمنت، ومضت. ميس أحمد، الصحفية الكفيفة، تبصر النور بيديها على حروف الإرادة، تنقب في زوايا روحها عن مجد جديد، تحرك بيادق أملها على رقع الوقت، لتروي لنا اليوم هذه القصة.

ولأن قصص محدثي الأثر الكبير بالمجتمع لا تكون سهلة في بدايتها، لم تتجاوز قصة ميس العقبات التي اعترضت طريقها، كافحت طويلاً، وشمرت عن ساعدها لتحلم، طوقتها عائلتها بالحب وآمنت بما تمتلكه من إرادة لم تحجبها الشمس يوماً، كزهرة يانعة يزيدها مرور الوقت عطراً، عشقت الحرف، وتفوقت في قسم الصحافة بكلية الاتصال بجامعة الشارقة بعد رحلة تحدٍّ طويلة المدى بدأت بالتنمر عليها ولم تنته بالغمز واللمز وسرقة الأغراض لولا عناية الله لها ثم الأهل والوالدين والأصدقاء الداعمين الذين كانوا لها بلسماً وسلاماً داخلياً لأوجاعها النفسية، فأصبحت مؤمنة أن البصر ما هو إلا وسيلة لرؤية الأشياء المادية، بينما البصيرة هي مفتاح السعادة والنور الذي يهدي إلى الحقيقة الكاملة، آمنت أنها تمتلك في داخلها سبل التغيير والعطاء، ومن هنا انطلقت.

الأولى

لم تتمسك إلا بالمرتبة الأولى دراسياً ومهنياً، بدءاً من الثانوية العامة، ووصولاً إلى حصولها على درجة الماجستير في الصحافة، كما تمكنت من إنجاز الكثير من الأشكال الصحافية الميدانية، ونشرها في مجلات مختلفة، حيث كسرت كل القيود وخرجت إلى الميدان ومقابلة الناس والإلمام بكافة التفاصيل الصحافية من أجل خدمة طموحها الإعلامي الكبير وتحقيق فارق ملموس في المجتمع.

 

وبعد رحلة عطاء، آمنت ميس التي أصبحت مدرسة في أحد مراكز المكفوفين بأن الكفيف لا بد له من فرصة ليفجر طاقاته إبداعاً، فسارعت الخُطى لإقناع أولياء أمور المكفوفين بجلب أبنائهم لتعلم أبجديات القراءة والكتابة ونفض غبار الجهل الذي غلّفه وهم عدم إبصار الحقيقة بمجرد فقدان البصر، بل حياة الكفيف نور بإنجازاته وطموحه.

وبعد سنوات الغرس، تكمن لحظة الإنجاز في رؤية الحصاد، فهبة وعبد الرحمن وداليا وتالا شتلات تعهدت ميس أحمد بسقياها لتثمر فصاحة بكل لغات العالم وبأرقام التحدي والإصرار الذي زاد يوماً بعد يوم أن البصيرة هي مفتاح الرؤية الحقيقي.

تجلٍّ أخير..

هل تباع أكاليل النور؟ ربما في قصة ميس الاستثنائية يتغير السؤال، فالامتنان واضح كإكليل نور مشع تهبه ميس للجميع، كنبع ضياء وعطاء نابع من روحها.

Email