يظهر الشر عندما يسودنا الاعتقاد
أن كل شيء يمتلكه الآخرون هو
من حقنا
من المواد الفنية القليلة التي اختبرتها في حياتي، وأكثرها إغراء لي، هو فن «الايكيدو» الذي ابتكره الفنان الياباني يوشيبا (1883-1963) ويعني فن (أو طريق) السلام. وأذكر أنني كنت أمضي ليالي بأكملها مع زملائي، نتدرب على القتال، بحيث نجعل الطاقة السلبية للعدو تتحول ضده.
وقد خلف يوشيبا، الذي يعرف بين تلامذته ب«المعلم العظيم»، وراءه سلسلة من الفلسفات العملية، التي تشمل المؤتمرات الفنية، الشعر، التحاور مع الأتباع، علاوة على بعض التعاليم الرئيسية.
أين يكمن فن السلام؟
يبدأ فن السلام بك، وعليك أن تكد لتبقيه إلى جانبك. فكل واحد فينا لديه روح بوسعه أن يرتقي بها نحو الكمال، وجسد يمكنه التدرب، وطريقة للمضي قدماً.
دورك هنا يتمثل بإنجاز هذه الأهداف الثلاثة، ولتحقيق ذلك ينبغي عليك إنجاز أمرين، حافظ على السلام، وتدرب على الفنون في كل شيء تفعله.
عالم الإنسان
كل شيء في هذا الكون ينبع من المصدر نفسه، وهذا المصدر، الذي نسميه الحياة، يحتوي على ماضينا، حاضرنا، ومستقبلنا. وطالما أن الإنسان يمضي قدماً، فبإمكانه أن يجعل الطاقة الحيوية، الكامنة في داخله، تتحلل، أو تتناغم.
ويظهر الشر عندما يسودنا الاعتقاد أن كل شيء يمتلكه الآخرون هو من حقنا فحسب. وهذا يؤدي إلى ظهور رغبات وإثارة غضب غير مجد، لكن المرء الذي لا تستهويه هذه الأمور، ينتهي به الحال في أن يصبح سيد الموقف، ويسيطر على كل شيء.
الإنسان والقوى الثماني
لكي نمارس فن السلام، ينبغي علينا، في بعض الأحيان، الغوص في القوى المضادة التي تعزز الكون، وهي:
الحركة والقصور الذاتي
القوة والتكيف
الانكماش والتضخم
التوحد والانقسام
وهذه القوى كامنة في كل شيء، بدءاً من أصغر نبتة، وانتهاء بالفضاء اللازوردي الشاسع. وكل شيء يجتذب احتياطاً هائلاً من طاقة الكون يمكن استخدامه من أجل مصلحة الجميع.
النمو المطرد
الحياة هي التطور، ولتحقيق ذلك، تسلق أعلى المرتفعات، واهبط في أعمق الوهاد الكامنة في روحك. استنشق، وقم بامتصاص كل شيء موجود في الأعالي، وعلى الأرض. أزفر الهواء الخارج من جسدك، واشعر به أثناء حمله بذور الخصوبة، وهذا سيجعل الإنسانية أصدق، وأفضل، وأجمل من أي شيء.
التنفس اللامحدود
كل الأمور التي يتعلمها الإنسان يمكن تلخيصها بالطريقة التي يتنفس بها إرادياً. ففي كل مرة يقوم بذلك فإنه يشارك بالطاقة الفعالة التي تعزز الكون.
الإدراك الإرادي
كل يوم اجعله جديداً عليك بصورة فعلية، عالجه ببركات الخالق عز وجل، اغسله بالحكمة والحب، ضع نفسك تحت حماية أمنا الطبيعة، تعلم من الحكماء، ومن الكتب المقدسة، ولكن لا تنس أن كل مرتفع، نهر، نبتة، أو شجرة، في جعبتها أيضا شيء لتعلّمه لك.
