اختتمت مؤخراً فعاليات مهرجان مسرح الطفل ، وهذه هي الدورة الخامسة التي تنظمها جمعية المسرحيين بعد مبادرة دائرة الثقافة والإعلام حكومة الشارقة في الثمانينات بتبني مهرجان مسرح الطفل والذي لم يستمر طويلاً وانتقل تنظيمه إلى الجمعية. لابد أن نؤكد على أهمية هذا المهرجان، لأني أعتقد أنه ومهرجان الشباب يشكلان قاعدة تأسيسية مستقبلية للمسرح في الإمارات.

وهما الرافدان الأساسيان لعموم الحركة المسرحية، لا في خلق فنانين شباب فحسب إنما أيضاً خلق وعي مسرحي عند الشباب، وتنمية مشاهد مسرحي مستقبلي عبر الأطفال والأولاد الذين عادة يحضرون هذه العروض.

الجمهور في هذا المهرجان كان غزيراً من الأطفال بصحبة أولياء أمورهم، وهذه ظاهرة صحية مشجعة للاستمرارية وعدم التوقف أو تأخير موعد المهرجان، بمعنى لا بد من تثبيت موعده ليصبح تقليداً في الحياة المسرحية للإمارات، ولتتراكم التجربة.

ثمانية عروض امتدت على مدى أيام المهرجان، ونستطيع أن نعتبر التجربة ناجحة بامتياز وتسجيل لجمعية المسرحيين، وحرصاً منا على استمرارية النجاح لا بد من مراجعة حيثيات وعروض المسرحيات وشروط المشاركة، لأننا أمام تجربة ناجحة ولكن ثمة ملاحظات لا تصادر النجاح أو تحجمه، إنما تعززه، لأن الغاية من هذه الملاحظات هي بلورة النجاح والاحتفاظ به كمكسب للحركة المسرحية في الإمارات.

من هذه الملاحظات وجدنا عدداً من المخرجين أو المؤلفين يشاركون لأول مرة، وهنا لا بد من التأكيد على أن مسرح الطفل لا يحتمل التجارب وقلة الخبرة، ولعل في تجربة شعوب العالم في مسارح الطفل المختلفة خير إضاءة للمسؤولين في الجمعية، وهم يدركون أن المسارح العالمية لا تقدم عرضاً للأطفال إلا بعد اختيار أفضل الممثلين.

وأنضج الكتاب الذين تخصصوا في الكتابة للأطفال مع أقدر المخرجين، وألا يسمحوا بتجارب تتعرض لعقول ومفاهيم الأطفال، إن بعض تجارب هذا المهرجان كانت متواضعة مع أسماء جديدة تتصدى للتأليف أو الإخراج لأول مرة، واعتقد أننا ملزمون بتشجيع الشباب ومساعدتهم في ولوج مغامرة الإخراج أو عالم الكتابة.

ويمكن زج هؤلاء الشباب في مهرجان مسرح الشباب لا في إطار عالم الطفل الذي لا يستطيع أن يكون بمستواه إلا نخبة الفنانين أصحاب التجارب والقادرين فعلاً لتقديم الأجود والأفضل والأقرب للطفل. وهذا الأمر ينطبق على الممثل، والكاتب والموسيقي، ومصمم الديكور وكل المساهمين في إنتاجية مسرح الطفل.

الطفل ليس مسرح تجارب، ولا بد من أسس تضعها الجمعية للدورة القادمة تحمي بها براعم الأطفال الذين تستهويهم ستائر المسرح وخشبته الناطقة.

abduleah_q@hotmail.com