ولد ميغيل دي أونامونو في مدينة (بلباو) شمال إسبانيا عام 1864 كان فيلسوفاً وشاعراً وروائياً وكاتباً مسرحياً، وأستاذاً جامعياً. وعاش منفياً في جزر الكناري بسبب مواقفه السياسية من قضية الباسك. ومن أبرز مؤلفاته (سلام في الحرب ـ 1895)، (الحرب والتربية ـ 1902)، (صورة الموت ـ 1913) و (رواية قابيل وهابيل ـ 1917).

تدور رواية «أُمَان» التي وضعها أونامونو أواخر القرن التاسع عشر في بيئة ريفية حيث يعيش أغنياء وفقراء، وحيث صراع الخير والشر، كما هو الحال بالنسبة لرواية (أُمَان) التي جاءت في كتاب حمل اسم (ثلاث روايات نموذجية ومقدمة). فقد كانت تعيش أرملة غنية ومتسلطة تدعى «راكيل» مع رجل يصغرها سناً هو بمثابة (عشيق) يدعى «دون خوان» الذي تملكه كما تملك ثروتها لكنها لا تريد الزواج به لأنها تعلم بأنها عاقر، ولن تنجب طفلاً، وهذا ما كان يثقل عليها الحياة المتبقية رغم إلحاح «دون خوان» على الزواج وتبني أحد الأولاد، لكن «راكيل» كانت تحب أن يكون لها ابن من «دون خوان» الذي تعشقه حتى الموت لذلك كانت تطلب منه دائماً الزواج ليمنحها طفلاً من امرأة أخرى.

ويتساءل العشيق «دون خوان» كيف ترضى راكيل أن يحب امرأة أخرى ويتزوجها، ولكنها توضح له المسألة أنها مجرد زوجة لتنجب لهما طفلاً، ويقع خيار راكيل على بيرتا الصغيرة والتي تعتقد أنها معجبة ومغرمة جداً بدون خوان، ولها قلب عذراء ستقبل بافتدائه وافتدائها، وأبواها عاقلان ويعرفان أهمية الثروة. الثروة التي يعتقد الجميع أن دون خوان يمتلك منها نصيباً وافراً.

ولكن دون خوان كان محباً للفتيات، فقد أنفق معظم ثروته على مغامراته العاطفية مع النساء، لكنه كان يمتثل دائماً لأوامر راكيل فهي التي أنقذته من النساء ومن مغامراته العديدة وحولته بسلطتها القوية إلى شخص فاقد الإرادة يفعل ما تأمره وينفذ ما ترغبه.

أما بيرتا الزوجة التي اختارتها راكيل، فتعرف دون خوان منذ الطفولة، وتجمعهم علاقة أسرية، لأن والدي دون خوان اليتيم كانا صديقين حميمين لدون بيدرو لابيرا وزوجته. وقد اهتما به وتألما لألمه في جميع نزواته الغرامية حتى آخر مغامراته الوقوع في حب هذه الأرملة، ظناً منهما أنها ثرية، وستجعل منه إنساناً سعيداً، أما بيرتا فكان لديها حدس بأنها ستكون المخلص الوحيد لهذه العلاقة التي هي أشبه بعلاقة ضد كل قانون إلهي وبشري، وهي التي ستكون المرفأ الآمن الذي سيخرجه من تلك العاصفة الهائجة. حتى أن دون خوان قد أحس بنفس هذا الإحساس تجاه بيرتا لذلك بدأ يباعد زياراته للسيدين لابيرا، إلا أن راكيل الشيطانة كما كان يسميها بدأت تدفعه وبإحساسها ما بداخله إلى أحضان بيرتا، لأنه يعلم أن هناك ما ينتظره من البؤس والمعاناة والشقاء للخطط التي تضعها راكيل مسبقاً والتي ستحول حياته إلى جحيم مع الطرفين فكيف سترضى بيرتا بترك وليدها لراكيل؟

يتجرأ دون خوان ويطلب بيرتا للزواج فتوافق بعد أن قدم إلى والديها كشفاً بالثروة التي يمتلكها لضمان حياة ابنتهما. ولم يعلما بأن راكيل قد وقّعت دون خوان على وثيقة تثبت أنها اشترت كل ممتلكاته غير المنقولة وكل ممتلكاته الأخرى كانت مسجلة باسمها، وأنه ليس سوى مدير ووكيل لأعمالها.

وبعد مرور أشهر على الزفاف تعلن بيرتا أنها أصبحت حاملاً وأن دون خوان سيصبح أباً وأنها انتصرت على راكيل التي لن تستطيع فعل ذلك، وعندما نقل دون خوان الخبر لراكيل امتعضت بشدة وأحست بالاختناق لأن بيرتا فعلاً امتلكت دون خوان فبدأت تحثه على القدوم إليها أكثر من أي وقت مضى وتخبره أنه لم يعد بحاجة لبيرتا التي صارت تشعر برغبة أكبر ببقاء دون خوان إلى جانبها.

في ليلة الولادة والجميع متوترون بانتظار المولود تدخل عليهم راكيل بحجة تقديم المساعدة. ورغم استياء الجميع من هذه الزيارة إلا أنها تصر على أنها صديقة طيبة لهم وبعد خروج دون خوان ليبلغها أن المولود طفلة تقول راكيل سيكون اسمها «راكيل»!

أما والدا بيرتا لم يبديا أي معارضة على اسم الطفلة بما أنها كانت تعتبر أماً لدون خوان فلا مانع أن تكون عرابة الطفلة. وبالفعل أصبحت راكيل عرابة الطفلة واستقرت معهم في البيت وبدأت تتصرف كأم للطفلة وتأخذها لمرضعة بعد اقناع بيرتا بأنه مرهقة ولن تستطيع فعل ذلك، وكانت المسكينة بيرتا بعد فقدان كمية كبيرة من الدم لا تملك إلا بالموافقة فقد كانت أشبه بمسافرة إلى عالم من الأحلام.

بعد أن استردت بيرتا عافيتها رأت كيف هي مفصولة عن ابنتها كيلينا أو راكيل فقد كانت راكيل الأرملة تحتضن الطفلة بشدة وتقبلها وتغني لها أغنيات قديمة لم تكن بيرتا تعرفها ولم تسمح لجدي هذه الطفلة برؤيتها إلا بإذن منها وعن طريق المرضعة، عندئذ أحست بيرتا بكل عذاب زوجها وقررت البدء بجولة ثانية لإنجاب طفل آخر يكون لهما، ويبدو أن الفكرة راقت لراكيل فراحت تطلب من دون خوان البقاء بالقرب من زوجته لمنحها طفلاً آخر ليكون لبيرتا لأن الطفلة كيلينا لها وحدها. يهرب دون خوان من حياة الشقاء والقسوة التي حشر نفسه فيها ويخرج في رحلة إلى سلسلة الجبال الوعرة وهناك يتعرض لسقطة مريعة هشمت رأسه وجسده.

تذهب بيرتا إلى راكيل لاسترجاع طفلتها بعد رحيل زوجها، وهناك تعلم أن دون خوان لم يترك لهما أي ثروة وأن كل شيء باسم راكيل الأرملة، وتخيَرها بالعيش متسولة مع أبويها أو الامتثال لمطالبها. وبالرغم من تدخل محامٍ مشهور إلا أنه أكد أن دون خوان لا يملك شيئاً يخصه. وأخيراً يتم الاتفاق على أن تعيل راكيل أسرة بيرتا مقابل ترك الطفلة، وستعيل أيضاً الطفل الجديد الذي ينمو في أحشاء بيرتا، وتنصحها بالزواج لأن تجربة حياة الترمل برأيها ليست جيدة.