عصر البربرية عاد إلى عصرنا ولكن بثوب الموسيقى..
في الثاني والعشرين من أكتوبر الفائت اجتمع مجموعة من الموسيقيين المشاهير وأعضاء في منظمات إنسانية، طالبوا السلطات العامة في الولايات المتحدة أن يزودوهم بجميع الأغاني التي تذاع على مسامع السجناء.. مجموعة الموسيقيين اجتمعت في مقر أرشيف الأمن الوطني، وهو معهد أبحاث مستقل، في واشنطن وعرضوا مسودة قانون حول حرية تداول المعلومات، وطالبوا بالحصول على جميع الوثائق الرسمية وتصنيفها، وخاصة تلك التي تحمل استخدام الموسيقى في جلسات التحقيق واستجواب السجناء. ورفع الموسيقيون احتجاجاً رسمياً حول استخدام الموسيقى للتعذيب.
وقالت المغنية «روسانا كاش» يجب على جميع الموسيقيين أن يشاركوا في حركتنا، وينبغي أن نقول لا لمن يستخدم الموسيقى للتعذيب بأي شكل من الأشكال. ووافق الرأي عدد آخر من الموسيقيين أمثال ترينت ريزنور، وفرقة ناين انج نيلز، وتوم موريل. وقد تزامن هذا الاحتجاج مع النداء الذي وجهه المحاربون القدماء والمتقاعدون بغلق هذه المعتقلات. والغرض هو الضغط على الرئيس باراك أوباما أن يفي بتعهده لغلق غوانتانامو والمعتقلات الأخرى.
الموسيقيون غاضبون عندما اكتشفوا هذه الموضة الجديدة، بل أثارت اشمئزازهم. وتقول سوزان كوزيك، أستاذة الموسيقى في جامعة نيويورك: «يشكل الصوت عند مستوى معين عبئاً ويسبب الخنوع، ويمكنه أن ينتج تراجعا إلى سلوك صبياني. وتعتمد فعاليته على ثبات الصوت، وليس الخصائص الموسيقية» وتقول إنه إذا عزفت الموسيقى بمستوى معين، «فهي ببساطة تمنع الناس من التفكير».
هل نحن متحضرون في منع الناس من التفكير؟
أميركا تمارس هذا السلوك طيلة سبعة أعوام إلى أن تم فضحها مؤخراً من خلال اعترافات السجناء والمحتجزين.
بعض المعتقلين في العراق وأفغانستان وغوانتانامو أصيبوا بالصمم لاستماعهم قسراً للموسيقى الصاخبة لساعات طويلة. وهكذا تتوصل حضارة القرن الواحد والعشرين إلى موضة جديدة هي إصابة من تحقق معهم بالصمم وتمنعهم من التفكير، ولكن الغربال لا يحجب عين الشمس مهما طال الزمن.
