لا احد يقلل من خطورة الأمراض أيا كان نوعها وخاصة تلك التي تنتقل بواسطة الهواء ورذاذ العطس، ولكن المبالغة والتهويل في حجم المشكلة، وإعلان حالة الطوارئ من قبل منظمة الصحة العالمية لمجرد ظهور بعض حالات أنفلونزا الخنازير في عدد من الدول، يؤكد وجود جماعات منظمة تعمل لحساب أطراف لها علاقة مباشرة بشركات صناعة الأدوية العالمية.
ولعل التجارب السابقة والمبالغات التي اجتاحت دول العالم إبان ظهور السارس وأنفلونزا الطيور، وما أنفقته الجهات الصحية في معظم الدول على شراء كميات كبيرة من الأدوية انتهت صلاحيتها قبل استخدامها يؤكد حقيقة أن التهويل والمبالغة جلبا لشركات الأدوية مبيعات خيالية حيث وصلت الطلبيات المقدمة لشركة روش وحدها على «التامي فلو» إلى ثلاثين مليار درهم في شهر واحد.
والمتابع لتصريحات مسؤولي منظمة الصحة العالمية فور ظهور أول حالة لمرض أنفلونزا الخنازير يلاحظ أنها انصبت على مخاطبة الشركات المصنعة للأدوية لإنتاج مضاد حيوي لأنفلونزا الخنازير الذي أعلن أنه سيتحول إلى وباء في غضون أيام علما أن عدد الإصابات المؤكدة بالمرض لم يتعد بضع مئات الأشخاص.
اتخاذ الإجراءات الاحترازية مطلوب، ولكن ينبغي عدم التسرع لشراء أدوية يتم إنتاجها بيوم وليلة لأن مصيرها في النهاية المستودعات ومن ثم الإتلاف بعد انتهاء الصلاحية.
وكما يبدو من تصريحات الأطباء الاختصاصيين أن أنفلونزا الخنازير لا تختلف عن الأنفلونزا العادية، خاصة من ناحية الأعراض وبالتالي وفاة بضعة أشخاص هنا وهناك ربما يكونوا مصابين بأمراض أخرى، ووفاتهم قد لا يعني السبب أنفلونزا الخنازير، ولعلها حلقة من الحلقات التي تروج لها «مافيا الأدوية» بالتعاون مع بعض الجهات الدولية.
