تعد مكافحة السكري والأمراض المزمنة الأخرى من أكثر التحديات التي تواجهها أنظمة الرعاية الصحية، ليس في دولة الإمارات فحسب بل في معظم دول العالم، نظرا لمضاعفاتها وتكاليف علاجها وتسببها في استنزاف الموارد البشرية. وتحدي مثل هذه الأمراض في دولة الإمارات يعتبر غاية في الصعوبة والتعقيد، نظرا لوجود العديد من الجنسيات المقيمة على ارض الدولة بثقافات وعادات مختلفة تعقد عملية التوعية، إذ يتطلب الأمر مخاطبة كل من هذه الجاليات بطريقة مختلفة عن الأخرى، خاصة في عمليات التوعية والتثقيف التي تعتبر حجر الأساس دائما في مكافحة الأمراض أو الحد من انتشارها.
ومما لاشك فيه أن الجهات الصحية في الدولة وعلى رأسها وزارة الصحة أعدت خطة إستراتيجية لمكافحة مرض السكري، الذي وصلت نسبة إصابة المواطنين به إلى 24 % مقابل 19% بين المقيمين، ولكن تحقيق النتائج المرجوة حسب الخطة العشرية التي أعدتها الوزارة بخفض نسبة الإصابة بالمرض إلى 4% بحلول عام 2019 يتطلب تضافر وتكاتف جميع الجهات، وعلى رأسها المؤسسات المجتمعية والمدنية وشركات الأدوية ووسائل الإعلام بمختلف أنواعها لنشر التوعية حول طبيعة هذا المرض، وآليات الوقاية منه وكيفية التعايش معه خاصة للمرضى المصابين بالسكري بنوعيه الأول والثاني، وتجنب المضاعفات التي تؤدي إلى الوفاة لا قدر الله.
ووفقا للأطباء المتخصصين فإن عملية الحد من انتشار السكري لا تتطلب الشيء الكثير، وإنما تغييرا بسيطا في نمط الحياة مثل الأكل والابتعاد عن الوجبات الغنية بالدهون وممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا، وكلها أمور سهلة تضمن للإنسان حياة صحية سليمة بعيدة عن الأمراض المزمنة التي تنغص حياة الإنسان إلى الأبد.