في معظم دول العالم يتم قبول الطلبة في الجامعات والكليات والمعاهد بناء على معدلاتهم التراكمية النهائية في الثانوية العامة لضمان مستوى معين للطلبة الذين سيجلسون على نفس المقاعد الدراسية في نفس الفصل ونفس الكلية، فطلبة الطب مثلا ينبغي أن يحصلوا على معدلات عالية وتحديدا في المواد العلمية «الكيمياء والاحياء» وطلبة الهندسة في «الرياضيات والفيزياء» ولا يجوز إلحاق الطلبة ممن حصلوا على معدلات متدنية في نفس الكليات لان الفجوة بين الطلاب ستكون واضحة.
في جامعاتنا الخاصة الوضع مختلف تماما فعملية القبول في الكليات تتم بناء على «حجز المقعد» وهناك طلبة حصلوا على معدلات تقل عن 70% ومعدلاتهم في الرياضيات والفيزياء «يا دوب ناجح» وحجزوا مقاعد في كليات الهندسة بمعنى من يدفع أولا له الأولوية في الالتحاق، ومن يأتي متأخرا بعد استكمال العدد المطلوب من الطلبة في الكلية يتم تحويلهم إلى مساقات أخرى بعيدة كل البعد عن رغباتهم وتطلعاتهم وميولهم.
ومما لا شك فيه ان عملية القبول بهذه الطريقة تضر بسوق العمل والعملية التعليمة وتضر بالطلبة أنفسهم، فهناك طلبة التحقوا بكليات تلبية لطموحات آبائهم مثلا ما زالوا يعانون الأمرين في تخصصات بعيدة كل البعد عن مستوياتهم التعليمية والبعض الآخر تخرج من الجامعة بمستوى ضعيف وتسبب في كوارث بشرية في الهندسة والطب، بسبب طرق القبول التي تنتهجها معظم الجامعات والكليات في الدولة.
وبالتالي عملية القبول بالجامعات والكليات والمعاهد يجب أن تحددها المعدلات التراكمية للطلبة بعد انتهاء الفترة المحددة لتقديم الطلبات وتوجيه الطلبة للكليات بناء على معدلاتهم، ولا يجوز حجز المقاعد تحت أي شكل من الاشكال لان الجامعة يجب أن تكون صاحبة القرار في اختيار التخصص وليس الطالب.
