عيدكم .. تراحم وتلاحم

ت + ت - الحجم الطبيعي

 بالأمس كنا ننتظر رمضان، وقبل أيام نهنئ بعضنا البعض بقدومه، واليوم هو في مرحلة الختام، وسيغادرنا بعد ساعات قليلة، ولكن سيعود في الأعوام المقبلة، لكن السؤال هل نحن سنعود إلى رمضان؟ هل في العمر بقية؟ هل أنفاسنا ستمتد إلى رمضان المقبل لكي نصوم ونقوم ونتلو كلام ربنا ؟ ما أسرع الأيام بانقضائها، وما أعجل مرورها؛ فالسعيد من اغتنمها بفعل الخيرات، وداوم على أعمال البر والطاعات في جميع الشهور والأيام.
وها نحن مقبلون على أيام فرح وسرور، تعقب موسم الخيرات والطاعات والبر والإحسان، شهر تسابق فيه الناس تجاه البذل والعطاء، وتنافس فيه المتنافسون في نيل رضا رب العالمين، بمختلف العبادات وسائر الطاعات،  من صيام وقيام، وتلاوة للقرآن، وصدقة، وإطعام الطعام، وغيرها من أعمال الخير. 

ونحن على أعتاب عيد الفطر المبارك، عيد السعادة والمسرات، والتسامح والألفة والمحبة، فيحسن بنا أن ندخل السرور على غيرنا بالكلمات الطيبة، والتهنئة الجميلة، والأفعال الراقية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم»، فهو عيد انشراح الصدور وسلامتها، ولا تكتمل فرحته إلا بتصافي النفوس ورقيها، قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.
بالعفو والتسامح ترتاح الضمائر، وتطمئن القلوب، وبهما تدفع أسباب التباغض والتحاسد والتنافر، وتتحقق بهما أسباب الألفة واللحمة الأسرية والمجتمعية والاجتماع على الخير، ويعيش الناس بسلام وراحة بال، ومن تأمل في مقاصد العيد السعيد، فإنه سيسعد ويسعد غيره.

اجعلوا أيامكم مشرقة بالأفراح والمسرات ببر والديكم وصلة أرحامكم، والمحافظة على أسركم، ربوا أبناءكم على القيم الجميلة التي تنشر التسامح، وتغرس في النفوس البر والإحسان، علّموهم أن الإنسان يحتاج إلى الأخلاق الكريمة الفاضلة في تعامله مع الآخرين، وأنها تؤدي إلى المودة والمحبة ورضا الرب سبحانه، وهذه مواسم عظيمة استثمروها بالغرس الطيب، وحتماً سيعود عليكم وعلى أسركم ومجتمعكم ووطنكم بالخير.

والمتأمل في مجتمع دولة الإمارات وفي خصاله العزيزة يجده مجتمعاً متلاحماً ومترابطاً نهل من غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الثمار اليانعة، من التكاتف والتعاضد والوقوف صفاً واحداً بمحبة ووئام، مجتمع محب لقيادة الحكيمة، والقيادة الحكيمة محبة لشعبها الوفي، وفي هذه المناسبات السعيدة تترسخ هذه المعاني فتجد القيادة الحكيمة تستقبل شعبها الوفي وتتبادل معهم التهاني والتبريكات، وهذا يجسد في واقعنا المقولة المشهورة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حيث قال سموه «البيت متوحد».

أسمى آيات التهاني والتبريكات أرفعها لمقام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، ولأصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود، ولشعب الإمارات الوفي، وللأمة العربية والإسلامية حلول عيد الفطر السعيد، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا الفرح والسرور، ونعمة الأمن والأمان وجميع نعمه الظاهرة والباطنة.

Email