من التمكين إلى الترسيخ والازدهار

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبنى الحضارات وتزدهر الأوطان وتشرق المجتمعات وتتطور، ويسمو الإنسان ويرتقي، على أيدي القادة الملهمين، أصحاب الحكمة، والرؤية الثاقبة، والجهود الوفيرة، قادة قراراتهم سديدة، ومواقفهم صادقة، تملأ أفئدتهم الرحمة وقلوبهم عامرة بالخير والإحسان تجاه شعبهم وبني الإنسان، يجودون بأياديهم البيضاء الخير والعطاء، راحتهم في رؤية الشعوب مستقرة وآمنة، مزدهرة مطمئنة. 

كما أن فقد الحكماء وأصحاب الخير والفكر الراجح والأيادي البيضاء مؤلم، فهم بلسم لجراح وآلام الكثير من البشر، يجودون بالعطايا تجاه المحتاج، قلوبهم مجبولة نحو كل خير، ومساعدة كل من طلب يد العون، قلوبهم تملؤها الرحمة، وأفئدتهم تطمئن بتفريج كربات المكروبين، وتسهيل حياة المعسرين. 

وقد فقدنا أباً رحيماً ورمزاً وطنياً كبيراً وشخصية قيادية فذة، فقدنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، قائد مسيرة دولتنا المباركة بعد والدنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، برحيله نفقد أحد رموز الوطن الذين قضوا حياتهم في خدمة شعبهم ووطنهم ونهضة الدولة حتى باتت في مصاف الدول الكبيرة المتقدمة التي يشار إليها بالبنان، وبنى لدولتنا السمعة الطيبة وغرس في العالم هيبتها ومكانتها العالية. 

لوالدنا الراحل الكبير الشيخ خليفة كلمة جميلة، قال فيها: بلادي ستصبح من أرقى الدول حضارة وازدهاراً، وستكون عوناً لجميع الدول العربية والإسلامية. وهذا ما تحقق في عهده، رحمه الله، خطط وعمل وقاد مرحلة التمكين بجدارة حتى نال ما تمنى. 

للشيخ خليفة، رحمه الله، صاحب القلب الكبير، والرأي السديد، والوجه البشوش، والابتسامة الجميلة أعمال جليلة، وجهود مباركة كثيرة في ميادين العطاء والسخاء، وقدم لوطنه الكثير لعقود طويلة، وعمل بوفاء وإخلاص، من أجل رفعة الوطن وتقدمه وازدهاره، وحرص على تطوير مؤسساته، حتى أصبحت تعمل باحترافية عالية ومرونة متناهية. 

واليوم جاء انتخاب سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، رئيساً للدولة ليكون خير خلف لخير سلف، فهو قائد المرحلة، القائد الهمام صاحب الحكمة والتواضع والأخلاق الكريمة، قائد محنك عظيم، صاحب نظرة ثاقبة، ثابت في قراراته، صادق في مواقفه، مدرسة في الأخلاق والشجاعة والكرم والأصالة وجميل الخصال، جهوده وفيرة، وعطاياه غزيرة، وأياديه بيضاء تجود بالخير دون كلل أو ملل تجاه دولته شعبه وأمته.

تشهد له المواقف بنبله وأصالته وطيب معدنه، كيف وهو ابن الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي نهل من معينه الأوصاف الرصينة والمبادئ والقيم والأفعال الشهمة، وكما قيل قديماً، «من شابه أباه فما ظلم».

سيدي بوخالد له مواقف صادقة مشرفة لا تعد ولا تحصى، حريص على شعبه وأمته وجهوده، حفظه الله، كالشمس المشرقة في كل الأرجاء، قدم بأياديه الحانية الخيرة العطايا الإنسانية لكل منكوب ومحتاج، وأرسل المساعدات الغذائية والطبية والتعليمية والمعيشية وغيرها في مختلف الظروف والأوقات، ومواقفه الإنسانية لا يمكن حصرها ونقف لها احتراماً وتقديراً. 

يكمل سيدي، رئيس الدولة، حفظه الله، هذه المسيرة المشرقة المباركة، برؤية حكيمة ثاقبة تهدف إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات والرفعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، في مختلف الملفات والاتجاهات، ومن أبرزها الحرص على تنوع الاقتصاد واستدامته والتقليل من الاعتماد على النفط، وتقوية العلاقات الخارجية وتقويتها بما يخدم الخطط الاستراتيجية للدولة ومصالحها، والاهتمام بالمواطن الإماراتي الذي يعد الثروة الحقيقية للوطن. 

نبايعك سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، وفي اليسر والعسر.. فأنت يا سيدي خير خلف لخير سلف، نرى فيك زايد برؤيته وحكمته وهيبته.. ونعاهدك بأن نصون تراب الوطن وأن نعمل على رقيه ورفعة شأنه والمحافظة على سمعته.. نسأل الله لك التوفيق والسداد والإعانة. وأختم مقالي بأبيات كتبتها في سموه:

 

بو خالد يا قايدنا الشهم الهمام 

نحن جندك سر بنا دايما للأمام

رفعت شان بلادك يا سليل الكرام 

وأصبح البيت متوحد بليا انقسام

نفديك بالأرواح يا عالي المقام

حفظك المولى بعينه اللي ما تنام

Email