بالهمة تبلغ القمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في هذه الحياة لا يخلو الإنسان عن الاشتغال سواء في شؤون دنياه أو في شؤون أخراه، ومن الجميل أن يستصحب الهمة العالية والنية الصادقة في جميع جوانب حياته، حتى يرتقي بنفسه، وتتحقق له أهدافه، ويسعد بنفسه ويسعد به من حوله، وسأذكر بعض المواضع المهمة التي نحتاج فيها لعلو الهمة وصلاح الطوية. 

من أهم هذه المواضع التي نحتاج فيها إلى همة عالية ونية صادقة الإقبال على الله بالطاعات وترك المنهيات، لا سيما بعد ما عشنا الأجواء الروحانية في شهر رمضان، وشاهدنا الناس تتسابق في أوجه الخير والإحسان، فما أجمل الإنسان حينما يحافظ على الهمة الرمضانية ويستمر على أفعال الخير في جميع أيامه ولياليه، لكي ينال الأجور والحسنات من رب البريات، ويكون بذلك قد ملأ أوقاته واستثمرها بالإيجابيات والبعد عن السلبيات.

ومن المواضع المهمة لعلو الهمة والتي يحتاج إليها كافة أفراد المجتمع، العمل بروح عالية وجهد في نفع الآخرين وتقديم الأعمال الخيرية والإنسانية تجاه المحتاجين، وتسخير الطاقات والجهد لخدمة الوطن والدفاع عنه، والحرص على رفعته والمحافظة على سمعته، وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على أمنه وأمانه والحرص على استقراره، فالوطن من أعظم النعم وأجلها، وما أجمل أن يبذل كل منا جهده ويسخر طاقته من أجل رفعته وسموه والمحافظة على إنجازاته ومكتسباته، ومن تأمل في واقع دولتنا المباركة سيجد أنه رغم صغر سنها إلا أنها بهمة والدنا المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بنى اتحاداً شامخاً قوياً، وبهمة قيادتنا الحكيمة في وقتنا الحاضر تصدرنا العالم بكثير من المؤشرات العالمية وننافس على صدارة مؤشرات أخرى؛ فنحمد الله على نعمة دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي. 

ومن الجميل كذلك أن نستصحب الهمة العالية والنشاط المتجدد في خدمة الأهل والأرحام لاسيما الوالدين وخصوصاً في حال كبرهما، لأن في حال كبر سن الوالدين يحتاجان للرعاية المضاعفة والاهتمام المتزايد، فما أسعد وأرحم الأبناء الذين يحرصون على رعاية وتلبية احتياجات الوالدين ويسهرون على راحتهما، فبهذا الفعل العظيم يرضون ربهم ويدخلون السعادة على والديهم، وترتفع مكانتهم عند من يعيش حولهم، وسيجدون النجاح والتوفيق حليفهم؛ فما أسعدهم. 

وكذلك من المواضع التي نحتاج فيها للهمة العالية والعزيمة الصادقة في طلب العلوم والمعارف، حيث إنه في طلب العلم رقي للذات ونور للعقول وحلاوة للقلوب، ويذوق طالب العلم لذة العلم الجلية ويكسوه السكينة والوقار، ويكسبه التواضع ونفع للآخرين، وطالب العلم في الحقيقة كالشمعة المضيئة في العتمة المظلمة، وكالشمس المشرقة التي تبعث النور والتفاؤل في النفوس، فما أجمل أن يغتنم الإنسان لاسيما الشباب منهم قوته وطاقته في طلب العلوم والازدياد من المعارف، واكتساب الخبرات والمهارات التي ترتقي بصاحبها. 

ومن جميل الأسباب التي تؤدي إلى علو الهمة لدى الأبناء، حرص الوالدين على مدحهم لدى الآخرين، والثناء عليهم وعلى إنجازاتهم وأعمالهم الطيبة فهذا يوفر لدى الأبناء نشاطاً أكبر وهمة عالية للمضي نحو الطريق الصحيح والاستمرار في تقديم الأعمال السديدة، وكذلك إذا تطرقنا إلى الوظيفة فإن ثناء المسؤول على موظفيه يوجد بداخلهم السعادة والهمة العالية نحو إنجاز الأعمال وتوفير بيئة سعيدة صحية يسودها التعاون ومضاعفة الجهود للارتقاء بالمؤسسة وبالتالي يتحقق لهذه المؤسسة التطور والسمعة الطيبة. 

ما أجمل الإنسان عندما يحرص على علو همته، فهذا دليل على رجاحة عقله وقوة قلبه ورقي نفسه، ونحتاج الهمة في جميع جوانب حياتنا حتى نحقق النجاحات والإنجازات، ونتجاوز العقبات، والهمة توجد لدى صاحبها الأمل والتفاؤل ومواجهة العقبات والتغلب عليها؛ استصحبوا الهمة إن أردتم الوصول إلى القمة.

Email