«إكسبو دبي» أبهر العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد لحظات تختتم فعاليات معرض «إكسبو 2020 دبي»، الذي يعد أضخم حدث عالمي، المعرض الذي أبهر العالم خلال الـ 6 شهور الماضية، بتنظيمه وفعالياته، احتوى زواره الذين قدموا إليه من شتى بقاع الأرض، وعبروا المحيطات حتى اجتمعوا تحت سقف واحد في بلد الأمن والأمان، والمحبة والسلام.

والمتأمل في دولة الإمارات العربية المتحدة يجد التميز شعارها، والإنجازات والصدارة هدفها، والطموح واستشراف المستقبل نهجها، فهي محط أنظار العالم في كل لحظة، ويترقب القاصي والداني مشاريعها المبهرة وخطواتها المشرقة.

«إكسبو 2020 دبي» جمع الثقافات المتعددة والعادات المختلفة والعلوم والمعارف المتفردة، وأقبل العالم إليه من كل حدب وصوب حتى يتعرفوا على ثقافات بعضهم البعض، ويستفيدوا من التجارب التي مرت بها الدول، وينظروا في ما تخطط له في المستقبل، ومن هذه التجارب المشرقة مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبناء اتحادها الصلب، الذي أسسه المغفور له، بإذن الله، والدنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون، رحمهم الله، والناظر في تاريخ الدولة يجده مليئاً بالنجاحات رغم صغر سنها، ولكن أفعالها عظيمة، وغاياتها كبيرة، وطموحها لا حدود له.

ورغم التحديات التي واجهت الإنسانية بسبب جائحة «كوفيد 19»، إلا أننا رأينا نجاحاً منقطع النظير لما تحقق في «إكسبو 2020 دبي» من توافد الأعداد الغفيرة، والإقبال عليه بشكل كبير، والاستفادة مما يحتويه من أجنحة ومرافق عامة، وتم توفير جميع السبل لإنجاحه وإظهاره في أجمل حلة إبداعية، ولم يتحقق هذا إلا بفضل الله سبحانه، ثم بجهود قياداتنا الحكيمة، التي تحرص دائماً على تقديم أعمال ونماذج مبدعة ومشرفة باسم الإمارات، وهناك فرق عمل وشخصيات وجنود مخلصون خلف هذا النجاح المبهر الذي تحقق، ونقول لهم: الله يقويكم، والله يعطيكم الصحة والعافية، فأنتم نماذج نفخر بها، وتعتز بجهودها ونجاحاتها.

كما أن هناك فئة غالية على قلوبنا هم المتطوعون، الذين قضوا ساعات طوال في خدمة وطنهم وأسهموا مساهمة مباشرة في إنجاح هذا الحدث العالمي، وأظهروا روحاً عالية بتفانيهم وإصرارهم نحو بذل كافة الجهود والطاقات في سبيل خدمة زوار الحدث العالمي، وهذا دليل على علو الهمة والإخلاص في العمل، والمتطوع في حقيقة الأمر يحمل في داخله قيماً عميقة من حب الخير للغير والإحسان إليهم، ويترك الأثر الطيب لدى الآخرين، ومما يتميز به المتطوع عن غيره أنه يبذل الجهد والوقت دون انتظار المقابل، وهذا بحد ذاته يمثل قيمة نبيلة، ويدل على سمو نفسه ورقي فكره، واستشعاره المسؤولية المجتمعية، ووعيه وإدراكه لنتائج عمله الإيجابي، فلهم منا كل تقدير وعرفان لما بذلوه من جهود.

ما سرنا في هذا الحدث العالمي مشاركة أبناء الوطن بصغيرهم وكبيرهم، وما أجمل شباب الإمارات، الذين أظهروا القيم الإماراتية الأصيلة، والأخلاق الكريمة، فعكسوا بذلك السمعة الجميلة عن بلادنا الحبيبة، فشبابنا يمتلكون قيماً رصينة، ومبادئ جميلة، وأخلاقاً كريمة، وأفكاراً سديدة، وعادات وتقاليد قويمة، نهجهم التسامح والسلام والتعايش، وقيمهم متمثلة بالوسطية والاعتدال الحب والوئام، يحترمون كل الأجناس بمختلف عقائدهم وثقافاتهم وألوانهم، ويحملون في قلوبهم حب الخير لبني الإنسان دون تفرقة أو تمييز.

نعم، «إكسبو 2020 دبي» أسدل الستار عليه، ولكن في دولة الإمارات العربية المتحدة العمل سيبقى متواصلاً، وسنبهر العالم، بإذن الله، بالقادم من النجاحات والفعاليات؛ انتظرونا.

 

Email