نجم الكتابة

كن صاحب رسالة هادفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم التطورات التكنولوجية، وتزايد استخدام البرامج الاجتماعية، وفي ظل توسع الشبكة العنكبوتية، حتى بات الفرد باستطاعته الوصول لجميع المعلومات بكبسة زر رقمية، ومع تلاطم الأفكار الشاذة مع السوية، وهذه ظاهرة جلية، يجب علينا اختيار الجوانب الإيجابية، والحذر أشد الحذر من الجوانب السلبية، حتى نحافظ على القيم والعقلية الإنسانية من أن تتشرب السموم الفكرية، للوقاية من الانحرافات القيمية والأخلاقية وصوناً للهوية الدينية والوطنية، ومن هنا أحببت أن أوجه رسائل شبابية.

الرسالة الأولى: في ظل انتشار الأفكار وتباينها بين النافع والضار منها في برامج التواصل والإنترنت بشكل عام، على الشاب أن يحذر ويحرص على نفسه من أصحاب الأجندات المشبوهة، والشعارات الكاذبة، والآراء الملتوية المشؤومة، ويضع نصب عينيه مراقبة ربه، وأن يسعى لاكتساب الحصانة الذاتية، التي تعينه على التمييز بين الحق والباطل، والصالح من الطالح، من خلال استقاء المعارف الهادفة، وطلب العلوم النافعة، والحرص على المبادئ الأخلاقية والقيم الغالية المتمثلة بالوسطية والاعتدال والتمتع بالانضباطية، وجاء شرعنا الحنيف وأكد على حفظ الضرورات الـ5 ومنها العقل، وحفظ العقل ليس مقتصراً فقط من المخدرات والمسكرات؛ بل يتعدى ذلك ويجب حفظه كذلك من سموم الأفكار فقد تكون أخطر وأشد.

الرسالة الثانية: برامج التواصل الاجتماعي فيها الغث والسمين، فاحرص على متابعة أصحاب المحتوى النافع ومن يبثون الرسائل الهادفة والإيجابية، فبعضهم حريص على نشر الخير والأخلاق وغرس القيم والمبادئ وتجده حريصاً على هويته وسمعته، والبعض يكون خلاف ذلك بنشر الشذوذ والمحتوى المخالف للآداب العامة لكسب المشاهدات والمتابعين ولا يهمهم صنعهم، فالحذر من الانسياق خلفهم.

الرسالة الثالثة: لابد أن يعي من يسمي نفسه «مشهور السوشيال ميديا» بمسؤوليته المجتمعية، وأن هناك الكثير من الأطفال والمراهقين قد يتابعونه من غير وعي وقلة إدراك، فحري به أن يراجع نفسه وينظر في محتواه حتى لا يكون سبباً في انحرافاتهم السلوكية والأخلاقية، وهناك آخرون مبدعون في محتواهم نافعون لمجتمعهم، ناشرون للخير ولهم تأثير إيجابي كبير، فبمثلهم يستفيد شبابنا ويرتقي، وأحث كل من له محتوى أن يسعى بأن يكون إيجابياً ويراقب الله تعالى في ذلك ولا ينشر إلا ما يرضيه سبحانه، لأن الإنسان سيفنى وستبقى أعماله، وعليه أن يكون حريصاً على سمعته وحريصاً على أبناء مجتمعه، يقول الشاعر :

وما من كاتب إلا سيــفنى .. ويبقي الدهر ما كتبت يداه

‏فلا تكتب بكفك غير شيء .. يـسـرك في القيامة أن تراه

الرسالة الرابعة: أيها الأب المبارك وأيتها الأم الفاضلة، أبناؤكم أمانة في أعناقكم، وأنتم الحاضنة الأولى للتربية والغرس، اعتنوا بأبنائكم، واحرصوا على متابعتهم وتفقدهم، ثقفوهم حول ما يجري في برامج التواصل وما يدور في هذا الفضاء المفتوح «الإنترنت»، حذروهم من الغرباء والذئاب البشرية، وافتحوا معهم الحوارات وخصصوا لهم أوقاتاً لذلك، وإياكم التعذر بكثرة الانشغالات، فإن ذلك قد تكون نتائجه عكسية، اغرسوا فيهم الأخلاق والقيم حتى تكون لهم حصانة من الانحرافات والانجرافات.

الرسالة الخامسة: من الجميل أن يصنع الإنسان لنفسه سمعة طيبة ويبني شخصية مميزة في برامج التواصل الاجتماعي وفي استخدامه للإنترنت والمواقع؛ لابد أن نكون متميزين بأخلاقنا وسلوكنا، محافظين من خلالها على قيمنا ومبادئنا، واعين ومدركين لمسؤولياتنا وواجباتنا تجاه وطننا المبارك، بأن نكون خير ممثلين له، رادعين كل من تسول له نفسه بالافتراء عليه بالحجة والبرهان الساطع، حريصين بعدم نشر الإشاعات وتناقلها، ناشرين الإيجابية والكلمات الجميلة والمحتوى الطيب في المجتمع. الوعي أمر مطلوب لاسيما في وقتنا الحاضر وفي المستقبل، والرهان الدائم على شباب الإمارات وأبنائها الأوفياء.

Email