التحلي بالمسؤولية والحس الوطني

ت + ت - الحجم الطبيعي

وباء كورونا لا يزال موجوداً، ولا تزال الجهود تبذل لمكافحته وتقليل خسائره، فهو خطير وأثره في البشرية وخيم على الصعد كافة التي تهم الإنسان سواء الاجتماعية والصحية والاقتصادية ونحوها، وما زالت الجهود الطبية والأعين تسهر لحفظ صحة البشرية والعمل مستمراً على مدار الساعة من أجل ذلك، ويكتمل كل ما يبذل وتتحقق النتائج الطيبة بالتلاحم والتكاتف بين الأفراد والمؤسسات حتى تتذلل الصعاب وتتم مواجهة تحديات هذا الوباء، والسلامة والعافية من تداعياته تحصل ببذل الأسباب ومن أهمها اتباع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي بدورها تسهم إسهاماً مباشراً في خفض الحالات وتحقيق الصحة المجتمعية. 

ونشهد هذه الأيام ارتفاع عدد حالات الإصابة بمتحور (أميكرون) الذي يعد وفق الدراسات الطبية التي أجريت أخيراً الأسرع انتشاراً بين الناس وأعراضه قد تختلف عن سابقه، ومع ذلك نجد التساهل من البعض مع هذا الوباء، ونشر الأخبار المضحكة عن الوباء والاستهانة به، وعدم أخذ التدابير الوقائية؛ وهذا أمر في غاية الخطورة على الصحة العامة، بالمقابل نجد من يبالغ في الخوف وتخويف الآخرين من الفيروس، وبث الذعر والخوف المبالغ في نفوسهم، من خلال نشر الأخبار والإشاعات من دون الرجوع إلى المصادر الرسمية والجهات المسؤولة. 

وكما أوصت الجهات المختصة فإنه لا بد من استقاء الأخبار وأخذها من المصادر الرسمية، وعدم نشر الأخبار إلا بعد التأكد من صحتها وثبوتها، حتى نحافظ على أمن المجتمع واستقراره، وبث الطمأنينة بين أفراده، وهذا مطلب ضروري، ولا سيما في مثل هذه الأوقات والظروف. 

للأسف هناك قلة قليلة، تم رصدها من قبل الجهات المعنية، تستهتر ولا تبالي بالإجراءات الاحترازية، وهذا لا يليق، وعلى هؤلاء أن يراجعوا أنفسهم وأن يعوا خطورة هذه الأفعال التي لا تنم عن المواطنة الصالحة، فعليهم أن يدركوا حجم المسؤولية المجتمعية وأن يكونوا عوناً وسنداً لمجتمعهم لمواجهة التحديات، وقد حذرت نيابة الطوارئ والأزمات والكوارث من نشر الإشاعات بشأن وباء كوفيد 19 أو التحريض والاستهزاء بالإجراءات المتبعة في ظل هذا الوباء وحثت مستخدمي التواصل الاجتماعي على أن يتحلوا بالمسؤولية والحس الوطني، وذلك حفاظاً على المصلحة العامة. 

بذلت وما زالت تبذل دولة الإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة ومتواصلة لاحتواء أزمة الوباء، والحد من خطورته وانتشاره على الصعد كافة التوعوية والوقائية والعلاجية، ولم تدخر جهداً في ذلك، فحري بكل أفراد المجتمع أن يبذلوا أسباب الوقاية من الأمراض وأن يضعوا في الحسبان التعليمات كافة الصادرة عن الجهات المعنية، ومن الجميل أن نحرص جميعاً على الإكثار من الدعاء بأن يحفظنا الله تعالى من الأمراض والأسقام، ويحفظ مجتمعنا، لما للدعاء من الأثر العظيم للحفظ من الأمراض والشرور والآفات، وكان من دعاء النبي ﷺ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبَرَصِ وَالْجُذَامِ وَالْجُنُونِ وَمِنْ سَيِّئِ الأسقام».

أدعو أفراد المجتمع إلى أن يسهموا ويسارعوا بأخذ اللقاح واستكمال الجرعات الداعمة، التي وفرتها لنا قيادتنا الحكيمة، التي تبذل جميع الإمكانات، وفق أعلى المعايير العالمية الطبية الخاصة بمكافحة جائحة «كوفيد 19»، من أجل سلامة المجتمع وسلامة الإنسان على هذه الأرض الطيبة، وأخذ اللقاح من ضمن الإجراءات المهمة لعودة الحياة إلى طبيعتها بإذن الله تعالى.

Email