خمسون الماضي والمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

تخطو دولة الإمارات العربية المتحدة بخطى ثابتة نحو المستقبل بالاهتمام في الإنسان وبناء الحضارة المزدهرة بالعلم والمعرفة، وهذا نهج ليس بالجديد عليها، فمنذ بزوغ فجر اتحادها المشرق، باتت دولتنا المباركة تحصد الإنجازات والنجاحات في شتى القطاعات وتتصدر العالم في مختلف الاتجاهات، وهذه ثمرة الإيمان العميق الذي ترسخ في وجدان والدنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان طموحه بناء دولة متحدة قوية وعصرية متطورة.

قامت دولة الإمارات العربية المتحدة على يد القادة المؤسسين، رحمهم الله، الذين وضعوا لبنة البناء، وتكاتفت أيديهم بيد والدنا المؤسس الشيخ زايد، وفق رؤى واضحة وبصيرة سديدة، وبذلوا الغالي والنفيس لتوحيد الصف والكلمة بعد ما كانت 7 إمارات متفرقة فباتت كالجسد الواحد قوية الأركان متراصة الصفوف، وهذه التضحيات العزيزة التي بذلت ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن وفي وجدان كل واحد منا وستغرس في الأجيال القادمة ليحكوا قصص النجاح التي بذلها الآباء والأجداد في بناء الحاضر المزهر.

أكملت قيادتنا الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات، ما بناه الآباء المؤسسون وصانوا العهد وواصلوا مسيرة البناء والتنمية والعطاء ولم يدخروا جهداً في إسعاد شعبهم، وكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، ورفع راية الوطن في كل محفل ومناسبة، ولنا الحق بأن نفتخر بالمكانة العالية التي وصلت إليها دولتنا الغالية في ظل قيادتنا. 

خمسة عقود مضت من عمر دولتنا المباركة، تحققت لنا بفضل الله تعالى فيها الكثير من الخيرات، وتوصلنا إلى ما نصبو إليه من تطلعات وغايات، وها نحن مقبلون على الخمسين القادمة بخطط جديدة واستراتيجيات فريدة، وهمم عالية، وجهود مضاعفة لتحقيق الرؤية السديدة التي وضعتها قيادتنا الرشيدة التي تهدف إلى الارتقاء بالدولة لتصبح الإمارات أفضل دول العالم بحلول مئويتها 2071. 

وبمناسبة عيد الاتحاد الـ 50 الاستثنائي الذي نعيشه بأفراح تغمر القلوب وبإنجازات تسعد النفوس، وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسائل غاليات وكلمات عزيزات لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة الوفي، لرسم خارطة طريق لمستقبل أكثر إشراقاً مليء ووفير بالنجاحات.

تسعى قيادتنا الحكيمة من رسائلها الجميلة إلى أن تشحذ الهمم وتشجع أبناءها على بذل المزيد من العطاءات والتضحيات لمزيد من الإنجازات والنجاحات خلال الفترة المقبلة التي تتطلب توجيه الجهود والطاقات بالاتجاه الذي يضعنا في مقدمة الدول العالمية، وهذا يتطلب منا الكثير من العمل والبذل، ونحن شعب لا يرضى إلا بالمركز الأول، ولا مستحيل في قاموسنا. 

توجهات دولتنا المباركة بقيادتها الرشيدة راقية تجاه المستقبل، من خلال استكشاف الفضاء وعلومه، والاستثمار في بناء الإنسان وتنمية العقول، والمحافظة على البيئة باستخدام الطاقة النظيفة، وتسعى إلى بناء جسور التواصل مع الآخرين وردم الخلافات، وتقريب وجهات النظر بين الدول، وحل النزاعات والصراعات بالطرق السلمية، وتبذل الجهود لمساعدة الإنسانية من حولنا وترسيخ الأمن والأمان العالمي لا سيما في الشرق الأوسط، وتهدف إلى نشر السلام والتسامح والتعايش ونبذ العنصرية والكراهية. 

أوصي الشباب بأن يبذلوا قصارى جهدهم وليحافظوا على طاقاتهم وليوجهوها إلى خدمة وطنهم، فالأوطان تبنى بسواعد أبنائها لا سيما الشباب؛ فبكم تبنى الحضارات وتتحقق الإنجازات، وتصان المكتسبات والمقدرات، وبكم يفخر الوطن، احرصوا على الازدياد من العلوم والمعارف وبناء العقول، حافظوا على هويتكم الوطنية وعاداتكم وتقاليدكم الرصينة، وتمسكوا بأخلاقكم وقيمكم القويمة في خطواتكم نحو بناء مستقبل وطنكم. 

رسالتي للجميع بأن نبذل الطاقات وكل الإمكانيات، كل في مجاله واستطاعته لوطن أكثر رفعةً ورقياً وازدهاراً وأكثر أمناً ومنعةً واتحاداً، وأن نحافظ على مكتسباتنا خلال الخمسين الماضية، ونستثمرها في بناء الخمسين القادمة بكل همة ونشاط، وما بذله والدنا الشيخ زايد والآباء المؤسسون، رحمهم الله، وما تبذله قيادتنا الحكيمة من جهود عظيمة، وما قدمه جنودنا البواسل من تضحيات وما يقدمه المخلصون تجاه هذا الوطن المعطاء، وقصص الكفاح وتحمل الصعاب، وقصص التضحية والإخلاص، وقصص النجاحات والإنجازات يجب أن تخلد في الصفحات الناصعة، ولا بد أن تدرس وتغرس في الأجيال القادمة. ‬‬

Email