هم الخير والبركة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الآباء والأجداد هم الخير والبركة، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم: «البركة مع أكابركم»، هم الذين خبروا الحياة، حتى أصبحنا ننهل من مجالسهم الحكمة، والكلمات الطيبة، والعلوم النافعة، هم في الحقيقة مدرسة، مروا بتجارب كثيرة وظروف متغيرة عديدة، وذاقوا صعوبة العيش في الظروف الصعبة قبل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكنهم صبروا وأصروا على صنع الحاضر، الذي نعيشه، بفضل الله، ثم بفضل والدنا المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسين، ووقف معهم الآباء والأجداد كالجسد الواحد، فتحقق الخير الذي نعيشه اليوم، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة منارة في الخير والحضارة والتقدم والرقي. 

واعتنت دولة الإمارات العربية المتحدة بكبار السن أيما عناية، فأطلقت عليهم اسم «كبار المواطنين»، حينما جاء توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتغيير مسماهم من «كبار السن» إلى «كبار المواطنين»، واعتمد سموه «السياسة الوطنية لكبار المواطنين»، للارتقاء بكل جوانب حياتهم، مؤكداً علو منزلتهم وقدرهم وأهميتهم في المجتمع، قائلاً سموه: «كبار المواطنين هم كبار في الخبرة، وكبار في العطاء، ولا يمكن تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي إلا بضمان الحياة الكريمة لهم».

وإن توقير وتقدير كبار المواطنين نهج راسخ لدى قيادتنا الحكيمة، وأبناء المجتمع الإماراتي الأصيل، وذلك يعكس مدى عناية القيادة الرشيدة في رد الجميل لهم، وعرفاناً لما بذلوه من تضحية وإخلاص وجهد في بناء مسيرة الاتحاد المباركة، فهم الذين بذلوا الجهود العظيمة، وقدموا الغالي والنفيس لرفعة هذا الوطن الغالي. 

كما أقرت قيادتنا الحكيمة قانوناً اتحادياً لكبار المواطنين في عام 2019، لضمان جودة حياتهم وحقوقهم، وتوفير البيئة الملائمة والرعاية لهم، وضمان حقهم في الخصوصية، واتخاذ القرارات الخاصة بممتلكاتهم وأموالهم ومكان إقامتهم، وحمايتهم من التعرض للإساءة والإهمال والعنف، وضمنت حقهم بالاستفادة من الخدمات التي تقدمها المؤسسات بمختلف تخصصاتها، وجعل احتياجاتهم أولوية. 

وسخرت دولة الإمارات العربية المتحدة الرعاية الصحية اللازمة لكبار المواطنين في جميع الظروف والأوقات، من خلال الفحوصات وتوفير الأدوية والعلاجات وخصوصاً جراء جائحة «كوفيد 19»، فقدمت لهم فحوصات «كورونا» وسهلت لهم الإجراءات حتى أصبح الفحص في منازلهم، وهم يستحقون مثل هذه العناية والرعاية الكريمة من القيادة الحكيمة. 

كبار المواطنين يجب ألا يغفل دورهم، ولا يحط من قدرهم، فهم بركة الدار، وأوصي الجميع لا سيما الشباب بأن يحسنوا صحبتهم ورعايتهم، وأن يبقوا بالقرب منهم ليلبوا احتياجاتهم، وأن يستفيدوا من تجاربهم وخبراتهم الحياتية، ويحرصوا على ملازمة مجالسهم، وينصتوا لحديثهم فإن فيهم الخير والبركة والنفع الكثير.

Email