حاجة مجلس الأمن لجهود الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ بزوغ فجر اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي تبني خططها على رؤى واضحة وغايات نبيلة وأهداف سامية، تناصر قضايا الحق وتدعم السلام وترسي دعائم التسامح والتعايش، وتسعى في نشر قيم الخير بين الأقطار، ولها دورها المحوري في حل الكثير من القضايا العربية والإسلامية والعالمية.

ولدولتنا المباركة السمعة الطيبة في جميع أنحاء العالم، بفضل الله تعالى ثم بفضل والدنا المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والآباء المؤسسون، طيب الله ثراهم، الذين أسسوا هذه الدولة الخيرة على القيم الرصينة والأخلاق الكريمة، ورسموا لها الطريق الواضح، وسارت قيادتنا الحكيمة على هذا النهج النفيس، الذي جعل لدولتنا المكانة العالمية المرموقة، حتى أصبحت محل تقدير جميع الدول لما تملكه من مقومات ومكتسبات من الخبرات والوعي والإدراك حول التحديات العالمية، والمصداقية والوفاء والوضوح وحب الخير والسلام. 

خطط 

ويأتي اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة كعضو في مجلس الأمن لعام 2022 - 2023 من ضمن الثمار التي تجنيها من خلال خططها الاستراتيجية ودبلوماسيتها وجهودها الدولية والإقليمية التي لها الأثر البالغ والملموس تجاه تحسين أوضاع الإنسانية من حولنا، وحصدت دولة الإمارات العربية المتحدة عدد 179 صوتاً من أصل 190 صوتاً لتفوز بمقعد عضوية المجلس، وهذا دليل قاطع على المكانة العالمية المرموقة لدولة الإمارات العربية المتحدة وقوة تأثيرها على الأمن والسلم الدوليين، وعكس شعار «أقوى باتحادنا» أهمية توحيد الجهود والتعاون والتشارك والتكاتف في حل القضايا الدولية التي لا تتجزأ عن بعضها البعض، وقد سبق لدولتنا شغل هذا المنصب في عام 1986 - 1987.

ومن وجهة نظري بأن مجلس الأمن بحاجة ماسة إلى جهود دولة الإمارات العربية المتحدة، لا سيما في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم الكثير من التحديات التي يحتاج فيها الكثير من الجهود الصادقة والمخلصة، والإمارات هي الحليف الصادق والصديق الوافي والسند الذي لا يخذل، والداعم الحقيقي لجهود إرساء دعائم الأمن والأمان والاطمئنان في ربوع العالم، وجهود دولة الإمارات العربية المتحدة ساطعة كسطوع الشمس، ومن هذه الجهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في كثير من المواقع، ومن جهودها كذلك السعي نحو حل الخلافات والقضاء على النزاعات والصراعات بين الدول بالطرق السلمية المرضية لكافة الأطراف، ولها إسهاماتها الإنسانية في مختلف البقاع، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ولا يسع المقام إلى ذكرها. 

مكانة 

علينا جميعنا أن نحافظ على هذه المكانة المرموقة لدولتنا المباركة، وأن نصون سمعتها، التي حرص الآباء المؤسسون وقيادتنا الحكيمة على صنعها على مر السنوات والعقود، حتى أصبحنا ننافس العالم والدول المتقدمة ونتفوق عليها في كثير من المؤشرات، ونحصد الإنجازات تلو الإنجازات.

وأحث الجميع بأن يكونوا لبنة بناء في هذا الوطن المعطاء من خلال المحافظة على القيم والمبادئ والأخلاق والهوية الوطنية والسمعة الطيبة والمحافظة على المرتكزات التي قامت عليها هذه الدولة المباركة وعدم التنازل عنها، وأن نغرس هذه القيم في بناتنا وأبنائنا، ونغرس في قلوبهم وعقولهم حب الوطن والانتماء له والولاء لقيادته، وأن نحذرهم من الأفكار الضالة الدخيلة، والأخلاق الرديئة الهدامة التي تسعى نحو تمزيق اللحمة الوطنية والتماسك المجتمعي. 

أبارك لقيادتنا الحكيمة ولشعب الإمارات الوفي بمناسبة الفوز بعضوية مجلس الأمن، التي نالتها دولتنا الفتية بكل كفاءة واقتدار. أسأل الله سبحانه أن يحفظ وطننا وقيادتنا الحكيمة ويسدد خطاهم، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان وجميع النعم الظاهرة والباطنة.

Email