العيد.. فرح والتزام

ت + ت - الحجم الطبيعي

بالأمس ننتظر رمضان، وقبل أيام نهنئ بعضنا البعض بقدومه، واليوم هو في مرحلة الختام، وسيغادرنا بعد ساعات قليلة، ولكن سيعود في الأعوام المقبلة، لكن السؤال هل نحن سنعود إلى رمضان؟!.. هل في العمر بقية؟!.. هل أنفاسنا ستمتد إلى رمضان المقبل لكي نصوم ونقوم مع الأحبة؟!!.. ما أسرع الأيام بانقضائها، وما أعجل مرورها؛ فالسعيد من اغتنمها بفعل الخيرات، وداوم على أعمال البر والطاعات في جميع الشهور والأيام.

ونحن على أعتاب عيد الفطر المبارك، عيد الفرح والسرور، والتسامح والألفة والمحبة، فيحسن بنا أن ندخل السرور على غيرنا بالكلمات الطيبة، والتهنئة الجميلة، والأفعال الراقية، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا..»، فهو عيد انشراح الصدور وسلامتها، ولا تكتمل فرحته إلا بتصافي النفوس والتجاوز عن الإساءات وإعادة المياه إلى مجاريها، قال تعالى: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، بالعفو والتسامح ترتاح النفوس، وتطمئن القلوب، وبهما تدفع أسباب التباغض والتحاسد والتنافر، وتتحقق بهما أسباب الألفة واللحمة الأسرية والمجتمعية والاجتماع على الخير، ويعيش الناس بسلام وراحة بال، ومن تأمل في مقاصد العيد السعيد، فإنه سيسعد ويسعد وغيره.

اجعلوا أيامكم مشرقة بالأفراح والمسرات ببر والديكم وصلة أرحامكم، والمحافظة على أسركم، ربوا أبناءكم على القيم الجميلة التي تنشر التسامح، وتغرس في النفوس البر والإحسان، علّموهم أن الإنسان يحتاج إلى الأخلاق الكريمة الفاضلة في تعامله مع الآخرين، وأنها تؤدي إلى المودة والمحبة ورضا الرب سبحانه، وهذه مواسم عظيمة استثمروها بالغرس الطيب، وحتماً سيعود عليكم وعلى أسركم ومجتمعكم ووطنكم بالخير.

ومن واجبنا خلال العيد المبارك أن نلتزم بالإجراءات الاحترازية والوقائية الخاصة (بجائحة كورونا) الصادرة من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والجهات الأخرى المعنية بذلك، من أجل صحتنا وصحة من يعيش معنا، فكلنا شركاء في الحفاظ على صحة المجتمع، ويحتم علينا الواجب الديني والوطني أن نلتزم بالإجراءات المتخذة وأن لا نخالفها، والحمد لله بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة والتعاون المثمر بين أفراد المجتمع والمؤسسات المعنية في الدولة، تجاوزنا مراحل كثيرة، وعلينا أن نتكاتف أكثر لتعود الحياة إلا طبيعتها، قريباً بإذن الله.

أبارك إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي، حفظه الله، ولأصحاب السمو حكام الإمارات وأولياء العهود، ولشعب الإمارات الوفي، وللأمة العربية والإسلامية حلول عيد الفطر المبارك.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم علينا الفرح والسرور، ونعمة الأمن والأمان وجميع نعمه الظاهرة والباطنة، وأن يرفع عنا وعن العالمين الوباء إنه سبحانه مجيب الدعاء، وكل عام أنتم بخير.

Email