نجم الكتابة

عشر رسائل «من القلب إلى القلب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما أجمل الحياة وما أروعها إذا أحسن الإنسان العمل فيها، وعاش بصدر متسامح رحب، يعفو عمن أخطأ بحقه ويصفح عمن أساء إليه؛ بل يقابله بالإحسان والشفقة ولين الجانب، وفي حياتنا نمر في ابتلاءات ومنعطفات وأحياناً مطبات، فعلى الإنسان العاقل الفطن أن يتصرف بحكمة وبصيرة، وحنكة وتأن، والاستفادة والاتعاظ من أخطائه وتصحيحها، والنظر في أحوال الناس والاعتبار منها، والنفس البشرية بحاجة ماسة إلى ترويضها ومراجعاتها وتذكيرها باستمرار لتصحيح المسار، والبعد عن كل ضار، حتى نكون من الأخيار، ومن الجميل أن يقوم كل واحد منا في النظر في أفعاله وأقواله، يبحث عن إيجابياته ويعمل على تنميتها وزيادتها، ويبحث عن سلبياته ويعمل على علاجها وتقليلها، وهذا عمل من كان له قلب سليم وعقل راجح، ومن هنا أحببت أن أكتب 10 رسائل مختصرة متنوعة يسيرة قد يحتاجها القارئ من إخواني الشباب وأخواتي الشابات ويقيسونها على أنفسهم؛ وآمل أن تصل رسائلي النابعة من قلبي إلى قلوبهم.

‏صنع السعادة
الرسالة الأولى: بأن سعادتك أنت من تصنعها لنفسك ببذل الأسباب المؤدية إليها؛ وأعظم سبب لنيلها هو طاعتك لربك وبرك بوالديك والإحسان إلى الناس بالقول والعمل. ولا تعكر صفو يومك بكثرة التفكير بالهموم والغموم؛ وأعلم بأن كل عسير سيصبح يسيراً وكل شدة بعدها رخاء. ثق بالله وكن متفائلاً.

المظاهر خداعة
الرسالة الثانية: ما أجمل الإنسان إذا تزين بالحياء والأخلاق الفاضلة؛ وليت البعض يعي ويدرك بأن الجوهر أهم من المظهر، فإن المظاهر تخدع وجوهر الإنسان هو قيمته الحقيقية؛ واحرص كل الحرص على اختيار أصحاب الجوهر الطيب السليم المغلف بالخير والفضيلة لصحبتك، حتى ترتقي بنفسك إلى معالي الأخلاق والقيم.

قيمة الصدق
‏الرسالة الثالثة:‬ بأن قيمة الإنسان.. في صدقه وقيمه ومبادئه.. في أخلاقه الكريمة وسلوكه القويم.. في بذل الخير وكف الشر.. في المقابل لا قيمة لمن اتصف بالكذب والخيانة.. وسلك مسلك الشهوات والغواية.. ولم يراع لا خلق ولا فضيلة.. فشتان بين الثرى والثريا.. نسأل الله أن يهدينا لأحسن الأخلاق.

رقي النفس
‏الرسالة الرابعة: من المهم أن يدرك المرء ويعرف قدر نفسه في هذه الحياة، حتى ينشغل في إصلاحها، ويعمل على رقيها لمعالي الصفات والأخلاق والقيم والمبادئ؛ وأن يسعى في مجاهدتها حتى تستقيم على طاعة الله سبحانه وتعالى؛ وقد قيل قديماً «رحم الله امرئ عرف قدر نفسه».

الجدية
‏الرسالة الخامسة: نحتاج في بعض قرارات حياتنا أن نكون فيها أكثر جدية مبتعدين عن العواطف قليلاً عند اتخاذها؛ ومن المهم أن ننظر وندرك عواقبها، قد نراها مرة في بداية الأمر، ولكن نجني ثمارها مع الوقت إن أحسنا الاختيار، فبعض العواطف قد تعصف بصاحبها إن لم يكن حكيماً متزناً في التعامل معها.

قيمة راقية
الرسالة السادسة: العمل التطوعي قيمة إنسانية راقية يتمتع بها مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة‬ بفطرته وشبابنا خاصة، وهذه القيمة السامية تحقق التكافل الاجتماعي والتعاون والتعاضد والتلاحم المجتمعي، وتغرس في النفوس حب الخير وقيم البذل والعطاء تجاه المحتاجين للتخفيف من معاناتهم في أوقات الظروف الصعبة، فنصيحتي للشباب المبادرة إلى التطوع لرفع المعاناة عن الآخرين، واستثمار أوقاتهم وقضائها بما يعود بالنفع عليهم من خلال تطوير مهاراتهم وكسب الخبرات.

حكمة وفطانة
‏الرسالة السابعة: ما أجمل أن نعامل الناس بحكمة وفطانة وتغافل فهذا أسلم لأنفسنا وللآخرين.. وإذا أحببت أن تنصح شخصاً انصحه بكل لين وعطف وشفقة عليه.. وأحب للناس ما تحب لنفسك.. واحرص على نفع الآخرين ودفع الضر عنهم بقدر استطاعتك، وتذكر دائماً «خيرُ الناس أنفعهم للناس».

الدعاء
الرسالة الثامنة: على الإنسان الإكثار من دعاء الله بأن يعينه على طاعته وفي جميع أموره؛ فإن الإنسان مفتقر ومحتاج إلى عون ربه في جميع حالاته وخطواته وسكناته، ولهذا أوصى النبي ﷺ أمته بهذا الدعاء في الصباح والمساء:«يا حيُّ يا قيُّوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين».

استشعار المسؤولية
الرسالة التاسعة: واجب على جميع أفراد المجتمع استشعار المسؤولية المجتمعية‬ من خلال تقديم أعمال تسهم في رقي المجتمع وتطوره والمحافظة على هويته وثوابته، كل حسب مجاله وتخصصه وطاقته، فكلنا شركاء في أمن الوطن واستقراره وتقدمه وازدهاره، نسأل الله أن يحفظ وطننا وقيادتنا ومجتمعنا ويديم علينا نعمه.

تأمل
الرسالة العاشرة: أيامنا محدودة، وليالينا معدودة ؛ فهل وقف كل منا يتأمل في حاله، ويسأل نفسه ماذا قدم لآخرته ؛ فإن الآجال تأتي بغتة والأعمار تنتهي فجأة، فكم من قريب أو حبيب أصبح معنا وأمسى في قبره، فأصبح مرهوناً بعمله؛ فعلينا الاعتبار ممن سبقونا، نسأل الله رضاه والجنة ونعوذ به من الغفلة.

وأختم مقالي بهذه الأبيات الجميلة:

ازرعْ ورُودَكَ فِي دَارٍ حَللْتَ بِهَا
‏حتَّى يَشمَّ عَبِيرَ الوَردِ مَنْ زَارَا

‏أغْلى الكُنُوزِ وَراءَ المَرءِ يَترُكُها
‏ريحٌ تَطِيبُ إذا مَا فَارقَ الدَّارا

 

Email