وقفات مختصرة نحتاجها في حياتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

‏في حياتنا نمر بمواقف كثيرة وتجارب عديدة، وفي حالات مختلفة ومتفاوتة، تارة فرح وتارة أخرى ترح، الأحوال متغيرة ومتبدلة لا تدوم وهذه سنة الله في خلقه، فعلى الإنسان الاعتبار من الظروف والاستفادة من خبرات الحياة سواء الإيجابية أو السلبية، فيسعى إلى تقوية الإيجابيات وتكثيرها، ومعالجة السلبيات وتقليلها، ويقف مع نفسه وقفات ليراجعها، ومن هنا أحببت أن أكتب عن 10 وقفات مختصرة يسيرة قد يحتاجها القارئ ويقيسها على نفسه؛ وآمل أن تصل إلى القلوب. 

الوقفة الأولى: بأن القيمة الحقيقة للإنسان تكمن في طاعته لربه واتباع هدي نبيه، وطاعة ولاة أمره في المنشط والمكره وخدمة وطنه.. في سمو أخلاقه وصفاته.. في سلوكه القويم وأثره الجميل في مجتمعه.. في حب الخير للغير ومساعدة المحتاج والفقير.. في المحافظة على قيمه ومبادئه وصون سمعته. 

حكمة وفطانة

الوقفة الثانية: ما أجمل أن تعامل الناس بحكمة وفطانة، وأن تكون لهم بلسماً يداوي جراحهم بالكلمة الطيبة وتعفو وتسامح وتتغافل، وتعطف عليهم، وتنصح لهم برفق وتتودد إليهم، وكم هو جميل أن يكون هذا حالك مع أهل بيتك قبل غيرهم، لقول النبي ﷺ:«خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهلِهِ، وأنا خَيْرُكُمْ لأهلي».

الوقفة الثالثة: الأصيل صاحب المعدن الطيب لا يتغير بتغير الزمان والظروف؛ بل يبقى شامخاً بقيمه وأصالته ومبادئه وإن تغير من حوله.. يعامل الجميع بأخلاقه الطيبة الزكية لا بأخلاقهم.. ويحسن إليهم وإن أخطأوا بحقه.. ولا يحمل في قلبه حقداً ولا كرهاً لأحد.. وهذه صفات الأوفياء الأنقياء.

معادن البشر 

الوقفة الرابعة: معادن البشر تختلف فمنهم كالذهب لا يعوض ومنهم كالصدأ تجب مفارقته، ومنهم بلسم للجراح ولا تطيب الحياة إلا بهم، ومنهم كالداء لا يزيدون المريض إلا مرضاً، ومنهم من يحمل في داخله القيم والمبادئ والأخلاق، ومنهم فارغ لا يحمل في داخله إلا رغباته الرخيصة فتخير الصاحب الخير الوفي ذي الأخلاق العالية.

الوقفة الخامسة: كم نحن بحاجة ماسة للحكمة والتعقل في معاملاتنا مع الآخرين، وتتأكد الحكمة في معالجتنا للمشكلات التي تحصل بيننا، كما أننا بحاجة للين والعطف والعفو والصفح في حياتنا مع الآخرين ؛ فالسعيد من رزق الحكمة والقلب السليم وأراح نفسه من الأحقاد وتسامح وتغافل وتجاهل.

الوقفة السادسة: الاعتذار فضيلة والمكابرة رذيلة، والمعتذر في رفعة، والمكابر في ورطة والمشكلات تحل إن أردنا حلها، وتتعقد إن أردنا استمرارها، وهناك أشخاص رائعون يعتذرون وإن لم يخطئوا ؛ صوناً للعهد وحفاظاً للود، هؤلاء في الحقيقة يملكون قلوباً طاهرة سليمة، فتمسكوا بهم.

تبدل الأحوال 

الوقفة السابعة: الأيام والليالي تمضي بحلوها ومرها، والأحوال متغيرة فيها بين سعادة وحزن، وبين فرح وترح، وبين صحة وسقم، وبين عافية وبلاء؛ فالسعيد من فوض أمره إلى الله وتوكل عليه حق التوكل في جميع أحواله، وجعل همه إرضاء ربه وخالقه، وسعى في محاسبة نفسه وإصلاح نيته وطويته.

الوقفة الثامن: لا تندم على ودٍ أو معروف أو خير قدمته لأحدهم وهو لا يستحقه؛ وأن تكون دائماً مُعتز بنقاء قلبك، وإيّاك أن تلوم نفسك وتعاتبها مادمت تنوي الخير وتقصده، فمعادن البشر تختلف منهم الوفي الذي لا ينكر فضلاً، ومنهم غير ذلك؛ فأرح بالك ولا تكترث بتصرفات الآخرين تجاهك.

الوقفة التاسعة: لابد على الإنسان العاقل الفطن أن يقف وقفات جادة مع نفسه بين الفينة والأخرى لينظر في حاله ويراجع أولوياته في حياته، ويعيد ترتيب أوراقه وحساباته، ويلملم شتات أفكاره.. يقدم الأهم ثم الأهم.. فإن الليالي والأيام تمضي وهي من عمرك؛ والعمر لن ينتظرك حتى تفيق.

الوقفة العاشرة: أسعد من حولك تسعد، واغرس بذور الخير والأمل والتفاؤل في نفسك وفي نفوس الآخرين سواءً بالكلمة الطيبة أو حتى بعمل يسير تقدمه؛ وكن على يقين بأنك ستجني غداً ما غرست اليوم، فطوبى لك غرسك الطيب.

ما أجمل أن تكون مصدراً للسعادة والخير لمن حولك؛ إن غبت عنهم فقدوك، وإن كنت بينهم فرحوا بك، وإذا تحدثت معهم استأنسوا لحديثك وأهم من تقدم لهم هذه السعادة؛ هم الوالدان والأخوة والزوجة والأبناء والأرحام وغيرهم ممن لهم حق عليك. أسأل الله لي ولكم سعادة الدنيا والآخرة.

Email