الأهداف الأخلاقية تكنولوجياً

ونحن في مصاحبة التقنيات والتطبيقات، وبشكل شبه كامل، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي، ومن خلال العولمة والتنوع الثقافي... نلاحظ كيف تتطور أفكارنا ومن حولنا بشكل سريع، وكيف يمضي الوقت متعجلاً، ومؤثراً علينا بهدف توسيع الآفاق الإبداعية، لكن بالمقابل قد تؤدي هذه التقنيات إلى خلق الصراعات، خصوصاً مع بطء التفكير النقدي بهدف الإصلاح...

وتأسيساً على ذلك، ومن أجل التعاون أثناء الاتصال والتواصل بمهاراتنا الأساسية ونحن نتنقل في هذا العالم المعقد، خصوصاً مع التغييرات المتنوعة حولنا، برأيي أنه علينا أن نكون وفق إطار، أو فلنقُلْ في إطار شبه مفتوح.

فمن زاوية يخيل لنا أحياناً بأن التقنيات أمسكت بزمام الزمن، وأثّرت على تفكيرنا وبالتحديد في هذا القرن، وتسيطر على تبادل الأفكار مع الثقافات الأخرى، لتثري التقنيات وجهات النظر من جهة، وتؤدي إلى سوء فهم من جهة أخرى، خصوصاً موضوع صراع الثقافات التي بتنا نلاحظها.

ومن زاوية أخرى، نجد أهمية التواصل الاجتماعي في تنمية الفكر النقدي، والبحث عن حلول خلاّقة ومبتكرة، كي تؤدي إلى تطوير مهارات التواصل لفهم الثقافات الأخرى واحترامها.

بالإضافة إلى كيفية تشكيل هذه الآراء بالتفاعل مع الآخرين، أمّا إن لم يكن المحتوى فكرياً أو أدبياً أو علمياً... فبشكل شخصي يعجبني من يتفاعل في نقله إلى عمله ودراسته وتخصصه بشكل أخلاقي، وبشكل متواصل، متصلاً بالعالم بأسلوب علمي أو تربوي أو حتى اجتماعي.. فهي مسارات فكرية تقدمية وإمكانيات ذكية تنفع الآخرين.

هؤلاء من النوع الذي يخلق أشكالاً معززة وجديدة لما يسمى بالعزلة الاجتماعية، على الرغم أنني لا أرى عزلة أو انزواء، فالجميع يخالط الجميع وينضم في الحديث والتعليق بأي وقت. إذن هو اجتماع الفضاء المباح في كل وقت... حتى تغلق بابك، أو بمعنى أصح هاتفك.

وفضلاً عن ذلك، هناك العديد من جوانب الفكر الإنساني لا بد من استحداثها، وبعمق أكبر من خلال التأثير التكنولوجي، فهذه الوسائل فرصة ضخمة لاكتشاف الأفكار النيرة، سواء بالمتابعة، أو من خلال التفاعل... نتيجتها البحث عن المصادر.

والتحقق من الحقائق، والابتعاد عن المعلومات العامة التي نتلقاها، بقدر تحديد المتابعات لإيجاد الحلول الإبداعية واتخاذ القرارات المستنيرة، مع التواصل بأفكارنا بوضوح ودقة، وبشكل مقنع، لتحقيق الأهداف المشتركة، وفق ذلك الإطار شبه المفتوح، للتنقل بشكل أفضل في هذا العالم المتغير باستمرار، في فضاء التواصل الذي يشبه الشارع العام، فلا نرد على الإساءات، بل نتفاعل مع المفيد بشكل نشط ورشيق، محاولين الإمساك باتجاهنا لا بوجهنا «السيلفي».