دليل الخليج "2-2"

تكملةً للمقال السابق، حول مجلد دليل الخليج لجون لوريمير، وحول ما كتبه عن المنطقة بين عام 1908 إلى 1913م، وبناء عليه يهمني الإشارة عن وصفه لدبي، موثقاً ما يلي:

«إنها عاصمة الإمارة، والمدينة الوحيدة التي تحمل اسمها، وتقع على جانبي خور ضحل مدخله صعب، يمتد بضعة أميال بعد المدينة في اتجاهٍ جنوبي شرقي، ورصيف بحري للمراكب الصغيرة للعبور إلى الداخل، وتتألف المدينة من ثلاثة أحياء، أهمها ديرة، وهناك الشندغة وحيّ دبي الرئيسية.

تبقى الشندغة أقرب إلى البحر، وفيها مقر شيخ الإمارة، و250 بيتاً، جميع قاطنيها من العرب».

وفي وصفٍ آخر كَتَبَ:

«يحتوي حيّ دبي الرئيسية على 200 منزل و50 حانوتاً، ومسجد رئيسي، وبعض الخرائب التي يقال عنها قلعة برتغالية».

ووقفة هنا أمام الترجمة لكلمة حانوت التي تعني محلاً تجارياً وليس كما ورد لغة القاموس، كما أن القلعة البرتغالية، ولا نعلم موقعها بالتحديد، وصفها بالخرائب، وكأنه دليل على إهمال الإنجليز، لِما بناه منافسوهم البرتغاليون.

ويكمل لوريمير:

«في دِيرَة 1600 منزل، ويضم السوق 350 حانوتاً... تعمل قوارب النقل بين ديرة ودبي، ويَعْبُر أهالي ديرة العبرة يوم الجمعة مجاناً لأداء الصلاة في المسجد الكبير، ومياه دبي صالحة للشرب، وعمق آبارها بين 5 إلى 30 قدماً، وكان يحيط بالمدينة سور، ولكن لم يبق منه الآن سوى آثار، وعلى الجهة المقابلة للبر عدد من الأبراج للدفاع عن المدينة».

وما يلفت الانتباه هنا العبور المجاني، ومدى تعاضد المجتمع والرحمة فيما بينهم، بينما السور فمثل كل المدن القديمة في الشرق، هناك سور وبوابات للمدينة وأبراج للمراقبة...

وكتب لوريمير:

«يبلغ عدد سكان دبي 10000 نسمة».

وأكمل: «القبائل من آل بوفلاسة من قبيلة بني ياس، ولهم 440 منزلاً، وآل بو ماهر (أجد في الترجمة هنا خطأ حول أسماء القاطنين: فالأصح آل بومهير وليس آل ماهر) ولهم 400 منزل... وقبائل أخرى مختلفة، معظمهم من العرب، خصوصاً المزاريع، وبعض الناس من البحرين والكويت ولهم 40 منزلاً، والإحسائيون لهم 50 منزلاً، وقبيلة المرر ولهم 30 منزلاً، والشواهين لهم 10 منازل.. وكلهم سنيون من أتباع المذهب المالكي.. إلخ».

وأكمل: «يوجد الهندوس والخوجات وهم رعايا بريطانيون، والهندوس تحديداً يزورون دبي آخر موسم صيد اللؤلؤ».

في الختام، يظل دور دليل الخليج محورياً في توثيق الأرقام إلى يومنا هذا، بجانب التقارير التي يستعين بها الباحثون في دراساتهم عن حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.