الجنون فنون..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

جنون العشق

في القاموس: «العشق من فنه، يستجلبه المرء على نفسه باستحسان بعض الصور والشمائل».

وقال بعضهم، الجنون: «زوال العقل أو فسادٌ فيه»، و«الجنون ‌فنون» يُضرب لمن يخلط بين أشياء لا رابط بينها.

وقال عاشق:

قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم

                  العشق أعظم مما بالمجانين

ودعا أحدهم على محبوبته فقال:

كيف الدعاء على من خان أو ظلما

                  ومالكي ظالم في كل ما حكما

وقالوا: وكم من عاشق أتلف في معشوقه ماله، وعرضه، ونفسه..!

وزعموا أن امرأة عرجاء ماتت عن ثروة طائلة، وأوصت بمبلغ خمسمئة فرنك لكل أعرج يشيعها. فكم من مبتلى بالعرج في ذاك اليوم عد نفسه سعيداً، وكم من سالم منها تمنى لو بلي بها، وكم من محتال تعارج ليفوز بالمبلغ، ولسان حاله يقول: تعارجت لا رغبة في العرج... ولكن لأقرع باب الفرَج

جنون العبقرية

ثمة خيط دقيق يفصل بين العبقرية والجنون، فقد روي أن الجاحظ نسي كنيته، وطفق يسأل عنها، حتى جاءه من يبشره: أنت أبو عثمان؟ فهل كان (الجاحظ) مجنوناً!

أما نيوتن، فقد كانت له هرة، كلما أغلق عليها بابه، وقعد إلى كتبه ومباحثه، أقبلت تُخَرمش الباب وتخشخش بأظفارها، فتشغله عن عمله حتى يقوم فيفتح لها، فلما طال عليه الأمر فكر، وقدر، فاهتدى إلى الحَل... ففتح في أسفل الباب فتحة تمر منها، فاستراح بذلك من إزعاجها... ثم ولدت ثلاثاً، ففتح لكل واحدة منها فتحة.. لم يستطع هذا العقل الكبير الذي وسع قانون الجاذبية، أن يتسع لحقيقة صغيرة: هي أن الفتحة الواحدة تكفي القطة الأم وأولادها!

وقد بحث كبار الفلاسفة –شوبنهاور، وبرجسون، وتوينبي، في العبقرية فانتهوا إلى نتيجة متشابهة، وهي أنها خروج عن الذات، وانطلاق في عالم أسمى وأوسع.

والعبقرية قد تظهر في الطفولة، وقد تظهر في الكبر، فقد نبغ الفيلسوف (كانت) في الستين، وفي الثمانين تجلت عبقرية زهير بن أبي سلمى.

Email