سرد ترفيهي لعلم الآثار

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد اكتشافات أطلال كثيرة لحضارات بائدة، تطورت تقنيات علم الآثار خلال القرنين الفائتين في جميع أنحاء العالم، وكان الناس سابقاً يتساءلون: ما علم الآثار؟ لكن الجريدة الاقتصادية الشهيرة « وول ستريت جورنال»، طَرَحَتْ قبل عقود ذات السؤال، وبالبنط العريض: ما علم الآثار؟ ليخرج بعض العلماء من المتخصصين في علم الآثار، ينادون بالتعريف لهذا العلم، وأنها فرصة للمساعدة في إعادته إلى الحياة، كي يصبح منهجاً، أو حتى متناولة معرفياً لدى العامة، بعد أن كانت كلمة آثار، ولمجرد سماعها، يتخيل للذهن صور للفراعنة، أو أطلال للمايا أو المستوطنات الأولى، أو حتى كهوف لجماجم.

هذا التمهيد، من أجل تحديد الصورة عن بدايات المساعي لتغيير مفاهيم الشعوب في العالم عن علم الآثار، وكيف بدأت تؤسس كل دولة هيئتها السياحية الخاصة، لتهتم بآثارها المكتشفة من مواقع على أرضها، وجهود لتعزيز هذا الشعور، من أجل الاهتمام والبحث المعلوماتي والعلمي، ولفت ذلك نظر بعض المتخصصين، فاتجهوا إلى كتابة كتب عن الآثار، لكن بشكل سردي وترفيهي، ما ساعد على الانتشار، بدلاً من الكتابة الموجهة للباحثين والمختصين فقط، وحين نقول ترفيهي، أي نسلط الضوء كتابةً عن الأبطال والأساطير، وقصة الأبجديات القديمة وطريقة تفكيكها، وعلى الخلافات الممتعة بين العلماء في نظرياتهم المطروحة حول بعض المكتشفات، بالإضافة إلى طرح حكاية كل شخصية تاريخية بشكل يثير الاهتمام.

بعضهم قَطّعَ العصور إلى قِطع ومراحل، وجعل القارئ يبحث عن تاريخ كل حقبة، وهذا ما أقنع المتخصصين والعلماء في ما بعد، إدخال هذا الأسلوب في المناهج الدراسية، أما عن سرد التاريخ في كتابته كقصص مثيرة للاهتمام، نتيجته بيع النسخ، وبشكل كبير، ومع التقدم التقني في القرن الواحد والعشرين، وسهولة معرفة عمر القطعة، وبشكل أكثر دقة أو بالتقريب، أصبح مع كل اكتشاف يتناول الناس اللقى المستخرجة كنقاش حيوي، محللين بفضول ممتع، لتصدر كتب الآثار السردية بأحدث الأساليب، وتناسب كل الأعمار من المهتمين، وتجذب حتى غير المهتمين، والنتيجة، اتساع السياحة الأثرية السردية الترفيهية.

 

Email