الفن الأصيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

كل جيل يعشق أياماً معينة من حياته، ويتمنى الرجوع إليها، والعيش فيها مرة أخرى، ويسميها الماضي الجميل، يعشق كل شيء متواجد في حاضره يذكره بالماضي أو بأشياء احتفظ بها، منذ تلك الفترة، وما زالت معه، مثل أشخاص، أو صور، أو ربما تكون آهات لمغنين، لطالما أطربونا بفنهم، وآهاتهم النابعة من صميم وجدانهم.

نعم، هي «النوستالجيا» يا أعزائي، التي تحفز الماضي، وتنقيه وتترك لحظات السعادة عالقة في أذهاننا، فالذاكرة تحتفظ بمواقف لا تنسى، كذكريات نجوم الزمن الجميل، التي ما زال يستحضرها الجمهور حتى يومنا هذا، فآهٍ.

تلك ليست بآهات «عيسى بدر»، إنما «خلفان الفن» يتنهد بحرقة على الزمن، الذي مضى وفات، فهو في أشد الحاجة إلى من يذكره بآهات أم كلثوم وهي تدندن أغنية «انت عمري»، واشتاق إلى سماع آهات عبدالحليم في أغنية «سواح وانا ماشي ليالي»، وتسكن نفسه وترتاح عند سماع آهات فهد بلان وهو يغني «واشرح لها..عن حالتي».. نعم، تلك الآهات خلت من الغش والتصنع، فكانت خالصة نقية، في وقعها على المستمع، ونالت بجداره مصطلح «الفن الأصيل».

أما الكثير مما نشاهده اليوم على الساحة فيناقض ذلك في ظل ظهور بعض الأغاني التي تفتقر كلماتها من المعاني الهادفة، وهمها الوحيد الكسب المادي السريع، غير مكترثة بالآثار المجتمعية السلبية التي يمكن أن تخلفها.

خرج لنا جيل مغنين ابتدعوا من الكلمات ما لم يخطر على بال أحد.. كلمات استبدلت فيها الآهات بغيرها، فلا ارتاحت النفس من سماعها، ولا استلطف الدماغ نغماتها.. فهل يا ترى يبزغ لنا فجر جديد من هؤلاء الشباب، يعيد لنا ذكريات الطرب الجميل، أم تستمر الحكاية، لنشهد ما هو أبشع من تلك الكلمات كالفراولة والتوتة.

Email