عزومة.. في مخرج 25

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلك ليست رواية بوليسية، إنما حكايتي مع وليمة عشاء، قام بترتيبها أحد الأصدقاء، جعل مني أضحوكة، لكل من وُجد في تلك الليلة. بينما كنت جالساً في حديقة منزلي، أستمتع بصوت الماء المتساقط من الشلال، وأنا أتلذذ بارتشاف فنجان من القهوة التركي، ممسكاً في يميني سيجاراً من النوع الكوبي، لترتج طاولة السفرة، وتنذرني بمكالمة هاتفية، أبى صاحبها إغلاق اتصاله حتى أجيبه. السلام عليكم. أين أنت، اخرج، فأنا بجانب منزلك.

ذلك صديقي، لم يعطني مجالاً للسؤال. فتوجهت إلى باب المنزل لأنظر في أمره، وأنا بدشداشة النوم المقلمة. ركبت معه سيارته، وذهبنا إلى مخرج 25، ذلك المكان المخصص، كاستراحات لأهالي المنطقة، لمن يملكون الحلال من «الهيشان والبيشان». نسير على الخط السريع بسرعة تفوق طاقة السيارة، فالأبواب ترتج، وصوت الهواء يكاد أن يخرق طبلة أذني. وسألته، مالنا ولمخرج 25؟.

فردّ عليّ بابتسامة خبيثة، نحن مدعوون على وليمة عشاء، أعدها فلان. فقلت لِمَ لمْ تخبرني، لألبس من اللباس أجمله. قال، «تيكت إيزي»، فلا يوجد سوانا. نزلنا من طريق الأسفلت، ليسلك طريقاً رملياً مختصراً، فزاد من سرعته. تحرك كبدي من موقعه، وتلاقت ضلوعي مع بعضها..وصلنا إلى موقع الحدث وإذا بجمهور غفير من المعازيم، كأنهم حضروا لتشجيع إحدى المباريات، وأنا بينهم بصنعتي الغريبة. فقلت لصاحبي، سامحك الله، فضحتني، ولم تعطني فرصتي لأكشخ.

فجلست بجانبه مختبئاً كالفأر، لأبعد الأنظار. فالمعازيم يتهامسون بينهم، وأنظارهم مصوبة نحوي..ومن شدة الحرج الذي وقعت فيه، تلصصت إلى خارج العزبة، وبعثت موقعها لأخي، ليأتي وينتشلني مما أنا فيه. حتى يومنا هذا، عندما أتذكر الواقعة، تنتابني حالة هستيرية، من المقلب الذي أقحمني فيه هذا المجنون.

Email