ماذا لو.. توقفنا عن إقناع الآخرين في كل الأوقات؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقال إن الكثير من الأفكار الإبداعية لا ترى النور، ليس بسبب عدم استحقاقها التنفيذ، وإنما يتعلق الأمر بطريقة إيصال الفكرة للآخرين.

في الجانب المهني على سبيل المثال، لا شك بأن بعض المهارات كالإقناع والتأثير تعد من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها المرء للاستحواذ على عقل ولبّ من يقابلهم لإقناعهم بجاذبية الفكرة.

الثقة بنجاح الفكرة التي يراد طرحها، والمرونة باتباع أساليب مختلفة لإقناع من أمامنا، والمعرفة الجيدة بإيجابيات الفكرة وسلبياتها، تعد جميعها أمثلة على بعض المهارات المطلوبة، والتي يحتاجها الشخص ليقنع ويؤثر في الآخرين. بالمقابل على الجانب الشخصي، قد يبدو الأمر مضحكاً عندما يطلب أحدهم من الآخرين إقناعه بوجهة نظرهم أو إثبات أمر ما لا يرى هو صوابه. والأدهى والأمرّ عندما يطلب شخص من الآخرين إثبات أنفسهم له حتى يتمكن من تقييمهم، أو وضعهم في خانة، أو ضمن فئة معينة توافق إطار مسبق صممه في ذهنه.

الحقيقة التي من المهم الاعتراف بها، بأن العالم يتحرك بسرعة رهيبة ولا ينتظر من أحد إقناع أي أحد، أو من شخص إثبات أي شيء للآخرين.

كل شخص مسؤول عن بذل جهد بدني للبحث عن الأمر الذي يريد أن يتبناه وبذل جهد عقلي للتفكير وإعادة التفكير إذا ما كان الأمر مناسباً له أم لا.

المفارقة هنا من هو مقتنع بأمرٍ ما ومن لديه حكم مسبق على الأمور لن يغير رأيه عند محاولة إقناعه بفكرة أخرى، ومن نتفق معه في نفس الفكرة لن يطلب منا الدليل، إذاً لمَ بذل الجهد والوقت في إثبات ما لا يهم إثباته؟

ماذا لو أدركنا بأننا غير معنيين بإقناع من لا يريد الاقتناع في كل الأوقات؟ ماذا لو استوعبنا بأن المهارات كالتأثير والإقناع قد تكون ضرورية في الجانب المهني والعملي وليست بالضرورة أدوات تستخدم لإقناع الآخرين فيما نراه صواباً على الجانب الشخصي؟

 

Email