«تمورنا اللطيفة» حين تنافس الشيكولاتة

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل مدة، احتفل العالم بيوم الشيكولاتة، ذات المذاق الحريري الذي يمنحنا الشعور بالسعادة. طبعاً، يحق «للغربيين» التغزل في ما أنتجوه من انواع وأصناف من الشيكولاتة، وأيضاً تخصيص يوم عالمي لها. إن تلك الأصناف، هي في الأساس، منتجات مشتقة من الكاكاو وممزوجة بالزيوت ومسحوق السكر.. وتتفاوت في أنواعها نسب الكاكاو، كالغلاكسي مثلاً. وقد تفنن الغرب في تشكيلها وإخراجها لنا كلوحات فنية في أرفف المحلات.

في المقابل، وفي هذه الفترة الزمنية، يستعد أهل الواحات في دولة الإمارات، لجني تمورهم التي تفوق أصنافها السبعين، وهي في الأصل ثمرة متميزة ومهمة وبمقدروها أن تنافس تلك «الشيكولاتة» ومنتجاتها في حال تعاملنا مع الأمر بحرفية وذكاء. ابنتي الصغيرة تشاهد التلفاز وتتمتع بأعواد من الشيكولاتة مطلية بالكاكاو، وأنا بالقرب منها، أتمتع بمضغ سحة «بو معان» وأتبعها بفنجان قهوة. فكيف لي إقناع الفتاة بأن «فردتين» من تلك التمرات تغنياها عما تجده من لذة في تلك الأعواد؟

لا شك أن هناك قصوراً لدينا نحن كأسر في هذا الخصوص حيث لم نزرع ونرسخ فائدة التمر في عقول أطفالنا. ونظراً لتشابهنا في الظروف مع الدول المجاورة يتوجب علينا، تشكيل «حلف غذائي» ينتصر للتمر، وأيضاً تحديد يوم نسميه مثلاً: «يوم التمر الخليجي»، لنعلم القاصي والداني بمكانة تمرنا ونعمق جذور هذه الثقافة.. وكذا نصل بها إلى العالمية.

المطبب خلفان بخبرته، يقول «سحة الخلاص» تغنيك عن ضربة إبرة.. والشيبة خميس ينشد «الفرض عمود الأرض، إن كلته هناك وإن بعته غناك».. وأخونا طارش يردد «اللي ما يزرع الدباس ما ياخذ بنات الناس».

وأنا أقول «تمورنا اللطيفة» تستحق منا الكثير.. تستحق أن نزينها ونتفنن في تشكيلها ونغدق عليها الكثير من السمسم والفستق والبندق ما يجعلها تضاهي في طعمها وشكلها تلك «الشيكولاتة»، لنمهد لها الطريق لغزو الأسواق الأوروبية.. عندها يمكننا القول وبكل فخر «تبقى الشيكولاتة شيكولاتة وتمورنا في الصدارة».

 

Email