من جزر الواقواق.. مع التحية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكتب لكم من جزر الواقواق مع التحية، وأعتقد أنكم ستنضمون إليَّ قريباً لو شككتم بما ستسوقه هذه السطور! وإلا «ستفرون» بحياتكم!

اليوم سنستكمل سلسلة المناورات، التي قمت بها أخيراً، لرصد الظواهر الخارقة للعادة، وبمناسبة هذا الحديث، هل تذكرون عمودي عن «جلب الحبيب»؟ نعم، سنرصد لكم حكاية مشابهة، ولكن من نوع آخر، فقبل فترة أخبرتني صديقات أن رسائل خدمات فك السحر ازدحمت بكثرة على بريد الرسائل في «انستغرام»، فالموضوع قد وصل لمخاطبة «العفاريت»، وإليكم ماذا وجدت، في إحدى صفحات الشيوخ «الرقاة» من دولة شقيقة، يصرخ بأعلى صوته جازماً بأن الجن يتسلطون على العصاة باختطافهم، ورميهم بعيداً في أماكن مهجورة، وحلف «فضيلته» أن هذا ما حصل عند «زبائنه»، الذين كان يرقيهم، واستطاع بحنكته وبركاته ورقيته أن يعيد هؤلاء المخطوفين إلى أحضان أسرهم!

هنا توقفت قليلاً، وبحثت أكثر في الموضوع حتى أكذّب عينيّ، لكن ارتعدت فرائصي حينما قال شيخ دين آخر من دولة أخرى، إنه أنقذ صبياً تلبسه جنيّ، وخطفه في مكان بعيد عن أسرته، التي كانت مصابة هي الأخرى بالسحر بفعل فاعل حسب زعمه!

استمعت طويلاً للقصص، لكني فتشت عن فن النصيحة والوعظ، فوجدتها صراخاً صاخباً، بدلاً من الأسلوب السمح في الحث على الذّكر، وقراءة الورد اليومي والتقرب من الله، «والله خير حافظاً»، فلسنا بحاجة لسرد بطولات الحديث مع الجن، نحن بحاجة لنعيد الأمان لقلوبنا، والمحزن حقاً أن هؤلاء منتشرون بقوة، ولهم متابعون كثر، وهنا لا ننسى بالطبع «بعض» شيوخ الدين، الذين يوجهون دفة الأمور نحو النور بفكرهم، ونهجهم المعتدل.

وقبل أن تنضموا إليَّ أسأل: في الوقت الذي بات فيه الإسلام مُهاجَماً، أما زلنا نلهث وراء هذه الأفكار؟ بدلاً من أن نوجه إنسانيتنا وحبَّنا لعقيدتنا في مسارها الصحيح المتزن، لكيلا تطالها الألسن والعقول الناقصة، وأن نملأ القلوب أمناً وسلاماً!

Email