للجادين فقط..!

ت + ت - الحجم الطبيعي

وكما اعتدنا سابقاً، وجب التنويه أن ثمة ألغاماً في هذا العمود، قد تنفجر في أي لحظة، لذا عليّ تذكيركم بضرورة ارتداء خوذة ضد الصدمات العقلية والذهنية..!

بالمختصر المفيد، قاطَعت بنات أفكاري قبل أيام رسالة على «الواتساب» من رقم غريب، الرسالة كانت عبارة عن خدمات خارقة للعادة لا تخطر على قلب بشر، للجادين فقط، بدءاً من جلب الحبيب، وعلاج العقم، وفك السحر الأسود، وكل خدمة مع أسعارها الفلكية، لتتحجّر ملامحي عجباً، والأدهى والأمرّ أن «الشيخة أم....» كتبت في نهاية رسالتها الفنتازية تلك بكل ثقة: الدفع بعد النتيجة المضمونة!

تمنيت عزيزي القارئ أنني أمزح هنا، لكن الأمر حدث حقيقة، وشعرت أنني في فيلم رعب واقعي، حين قرأت أنه يوجد خصم جيد على خدمات التعامل مع القرين والجان، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فالأمر المضحك المبكي أن لديهم الخبرة والطلاقة في التحدث المباشر الافتراضي مع المتابعين المحمومين بالأمنيات والفراغ بحضور وبركة «الأسياد»، وأصبحوا ينافسون الإعلانات المزعجة على وسائل التواصل الاجتماعي، ليس ذلك فحسب، إنما أصبح لديهم قاعدة جماهيرية واسعة، بحكم حساباتهم الشخصية المستشرية على الأنستغرام، ومتابعيهم الكثر..

ولكي أتحرى الموضوع أكثر وأنقل إليكم آخر الأخبار، بحثت حتى وجدت إحدى الضحايا -وهم كثر- قد كتبت على أحد حسابات هؤلاء الدجالين أنها خسرت أكثر من 20 ألف درهم لتلبية طلباتهم لجلب الحبيب، وأمطرته بالشتائم لأن الحبيب تزوج بأخرى..، وبالمناسبة الشيخ «فص ملح وذاب»، فولّت الدراهم والأحلام والحبيب..!

للجادين فقط.. أسأل:

كيف تقتحم هذه العصابات حياتنا هكذا بأي وقت..؟ وهل أصبحنا نتعامل مع سوق سوداء للوهم؟ هل من رادع..؟ هل من رقابة على متصنعي القيم والدين، عباد الدرهم، وتجار الوهم الجدد هؤلاء..، ألهذا الحد تقلص الوازع الديني..؟!

للعلم فقط.. الدين والقيم خط أحمر بارك الله فيكم..

 

Email